منحت محكمة المانية اصولياً مصرياً بارزاً حق اللجوء السياسي، في خطوة مثلت صدمة للجهود المصرية التي تبذل لتسلم قادة الجماعات الدينية المقيمين في الخارج. واصدر "المرصد الاعلامي الاسلامي" في لندن بياناً امس ذكر ان محكمة الهجرة الالمانية في مدينة اولدينبورج في مقاطعة سكسونيا السفلى قضت بمنح اسامة صديق علي ايوب اللجوء، بعدما رفضت السلطات الالمانية طلباً قدمه لهذا الغرض بعد وصوله الى هناك في آذار مارس العام 1996، مذكراً بأن السلطات المصرية كانت قدمت طلباً الى الحكومة الالمانية لتسليمها ايوب. واعتبر البيان التطور الاخير "ضربة سياسية"، مشيراً الى ان السلطات المصرية ذكرت مراراً انها حققت نتائج ايجابية في تتبع العناصر الاسلامية في الخارج وتجري اتصالات بالدول الغربية لمنع منح الاسلاميين حق اللجوء السياسي. وكانت القاهرة وضعت اسم ايوب في لائحة اصدرتها في كانون الاول ديسمبر 1997 وضمت اسماء 14 من قادة الاصوليين المقيمين في الخارج اعتبرتهم "اخطر الارهابيين المطلوبين" ومن بينهم زعيم "الجماعة الاسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن وزعيم "جماعة الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري. ونجحت مصر في الفترة الماضية في تسلم عدد من قادة الاصوليين من الخارج على رأسهم احمد سلامة مبروك الذي سلمته اذربيجان وتعتبره القاهرة الذراع اليمنى للظواهري. وتسلمت احمد ابراهيم النجار المتهم الرئيسي في قضية "العائدون من البانيا" وثلاثة آخرين من البانيا، اضافة الى آخرين تسلمتهم من الكويت والامارات وليبيا. واورد بيان المرصد معلومات عن أيوب فذكر انه اعتقل بين سنتي 1987 و1998 لممارسته النشاط الدعوي من خلال الخطب والدروس التي كان يلقيها في الجامعة ومساجد محافظة بني سويف، وكان يدعو فيها الى اسقاط النظام واقامة دولة اسلامية. واتهم العام 1989 في قضية تتعلق بمقتل الاصولي حسام البطوجي، وفي 1992 صدر عليه غيابياً حكم بالاشغال الشاقة المؤبدة، اذ كان غادر البلاد نهاية 1989 واتجه الى افغانستان حيث شارك في القتال الى جانب المجاهدين الافغان ضد الاحتلال السوفياتي، وساهم في تأسيس مركز اسلامي للدعوة الاغاثية في مدينة بيشاورباكستان وحكم على صديق غيابيا في قضية "العائدون من البانيا" في نيسان ابريل الماضي بالاشغال الشاقة لمدة 15 سنة. واوضح المرصد في بيانه ان ايوب يعمل حاليا اماماً وخطيباً لمسجد الرحمن في مدينة مندن الالمانية. وكانت اللائحة المصرية وصفته بأنه "واحد من ابرز العناصر الارهابية النشطة في الخارج"، مشيرة الى انه يستخدم اسماء حركية هي: منصور وحسن ومنتصر. وذكرت انه من مواليد 12 تموز يوليو 1966 وحاصل على ديبلوم المعهد الفني التجاري ويستخدم جواز سفر باسم ممدوح علي حامد. ووفقا لاوراق قضية "العائدون من البانيا" فان ايوب مارس انشطة ضمن "جماعة الجهاد" التي يقودها الظواهري وتنقل بين افغانستانوباكستان واليمن والاردن والسودان قبل ان يصل الى المانيا، وان الظواهري فصله من التنظيم بعدما اخضعه للتحقيق اثر تورطه في عملية سطو على منزل ديبلوماسي غربي في دولة عربية. وخلال السنوات الماضية حصل عدد من الاصوليين المصريين على لجوء سياسي في المانيا بينهم المحامي ابراهيم علام واشرف النحاس المحسوبان على تنظيم "الجماعة الاسلامية" ومحمد ابراهيم ابو غربية المحسوب على "جماعة الجهاد".