بغداد، نيوروك، لندن - أ ف ب، رويترز - رفض العراق امس مبادرة مجلس الامن القاضية بتشكيل ثلاث لجان لتقويم العلاقات بين العراقوالاممالمتحدة واعتبر انها تهدف فقط الى ابقاء الحظر على بغداد والمماطلة من خلال عملها الذي يستمر شهرين ونصف الشهر. واعلن "ناطق مخول" في تصريح لوكالة الانباء العراقية بعد اجتماع عقدته القيادة العراقية برئاسة الرئيس العراقي صدام حسين "ان تشكيل مجلس الامن ثلاث لجان في شأن العراق سيستغرق عملها عدة اشهر لا يعني شيئاً سوى المماطلة وابقاء الحصار مفروضا على العراق". واكد "ان موقف العراق هو المطالبة بإدانة العدوان وايقافه واحترام سيادة العراق وامنه الوطني والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية ورفع الحظر عنه فوراً من دون قيد او شرط واحترام اعضاء مجلس الامن الدائمين جميعاً لميثاق الاممالمتحدة وتطبيق القانون الدولي ومن ذلك ما يتصل بقضايا الامن والاستقرار في المنطقة وشؤون اسلحة الدمار الشامل بشكل عادل ومن دون تمييز". وشدد الناطق الرسمي العراقي على "ان العراق لم يستشر في أمر تشكيل هذه اللجان ولذلك فإن هذا الاجراء لا يعنينا في شيء". وحضر الاجتماع نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم ونائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان وعضو مجلس قيادة الثورة قائد المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد وعضو مجلس قيادة الثورة محمد حمزة ورئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي ووزير الخارجية محمد سعيد الصحاف ووزير الثقافة والاعلام همام عبدالخالق. وكان الاعضاء الخمسة عشر في مجلس الامن اتفقوا مساء السبت على تشكيل ثلاث لجان مهمتها تقييم مجمل العلاقات بين العراقوالاممالمتحدة في مجالات نزع الاسلحة والوضع الانساني ومسألة اسرى الحرب الكويتيين. ويوجب على هذه اللجان الثلاث تقديم تقاريرها الى مجلس الامن قبل منتصف نيسان ابريل المقبل. واكدت صحيفة عراقية امس ان لا خيار امام مجلس الامن سوي رفع العقوبات الدولية المفروضة على العراق. واتهمت صحيفة "بابل" التي يملكها عدي الابن الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين الولاياتالمتحدة بمحاولة عرقلة مبادرات تقدمت بها فرنسا ودول اخري لتخفيف العقوبات التي فرضت على العراق عقب غزوه الكويت في العام 1990. واضافت ان واشنطن تسعي لاحباط مقترحات فرنسية وروسية وانها تدفع دولاً اخرى الى التقدم بمشاريع قرارات. وتشير الصحيفة بذلك الى مبادرة كندية في شأن مراجعة علاقات الاممالمتحدةوالعراق. ودانت صحيفة "القادسية" زيارة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت للمنطقة خلال الايام الماضية وقالت انها تهدف الى حشد التأييد لعدوان اميركي جديد على العراق. واضافت الصحيفة الرسمية قولها ان اولبرايت "عادت الى بلدها حاملة ثمار جولتها الحديثة ملوحة بغطاء عربي كاذب لعدوان اميركي آثم ومتجدد على العراق". وفي نيويورك وافق مجلس الامن على اجراء مراجعة شاملة لعلاقة العراق مع الاممالمتحدة وهي خطوة أولية متواضعة لوضع سياسة جديدة تجاه العراق. ووفقاً للاقتراح الذي طرحته كندا في البداية سيشكل الاعضاء ثلاث لجان لدراسة قضايا نزع السلاح والظروف المعيشة للشعب العراقي وفقد كويتيين وآخرين اثناء الاحتلال العراقي للكويت الذي استمر سبعة اشهر. وجاءت مبادرة مجلس الامن بعد شهر على بروز خلافات في شأن الضربات على العراق. واعلن رئيس المجلس ان اعضاء المجلس ال 15 اتفقوا على تشكيل ثلاث لجان لتقويم العلاقات مع العراق. ورحب اعضاء المجلس بحصول تقارب في وجهات النظر بعد ان انقسموا منذ القصف الاميركي والبريطاني على العراق من 16 الى 19 كانون الاول ديسمبر الماضي وانسحاب المفتشين من هذا البلد. وقال سفير البرازيل سيلسو اموريم رئيس مجلس الامن لشهر كانون الثاني يناير الماضي "انها خطوة اولى وهي الاصعب". موقف بريطانيا واكد السفير البريطاني جيريمي غرينستوك ان "المجلس عاد الى العمل". ودعت بريطانياالعراق امس الى قبول قرار مجلس الامن بمراجعة جميع نواحي العلاقات بين الاممالمتحدةوبغداد. وقال ديريك فاتشيت وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية في بيان: "من مصلحة العراق اقامة علاقة بناءة مع المجتمع الدولي". ورحب فاتشيت بقرار مجلس الامن تشكيل ثلاث لجان لبحث قضايا نزع السلاح والشؤون الانسانية وأسرى الحرب الكويتيين، الذي قال انه "يخط طريقاً واضحاً للامام في ما يتعلق بالعراق". وقال ان "التقدم في كل من هذه المجالات يتوقف على تعاون العراق… ننتظر من بغداد الردّ بايجابية على هذا التطور لتحقيق التقدم الذي ننشده جميعاً". وهدف الاقتراح الى تسوية لدور اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة المكلفة ازالة اسلحة العراق أونسكوم. واجرى اعضاء المجلس مشاورات مكثفة استمرت اسبوعاً واحداً تخللتها اجتماعات للدول الخمس الدائمة العضوية ومحادثات ثنائية اميركية روسية. واتفق المجلس اخيرا على الاستعانة ب "كفاءة ومساهمة" اللجنة الخاصة في حين أصر الاميركيون من جهة على الحفاظ على دور "أونسكوم" وعارض الروس والصينيون من جهة اخرى هذا الموقف. واكد ديبلوماسيون ان الاتفاق يكرس استبعاد رئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر الذي تطالب موسكو بالاستغناء عن خدماته. واعلن السفير الروسي سيرغيي لافروف في تصريح للصحافيين ان روسيا "لا تريد علاقات رسمية مع بتلر. ونعتقد ان الوقت حان لكي يرحل". وكان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف بعث الجمعة رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان طلب فيها رسميا اقالة بتلر. وينص الاتفاق على الاستعانة بخبرة لجنة "أونسكوم" على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية والامانة العامة للامم المتحدة او "اي هيئة اخرى تتمع بكفاءة". واكد غرينستوك ان "دور أونسكوم مستمر ضمن اللجنة الفنية". واعلنت المندوبة الاميركية نانسي سودربرغ ان النص "يدعم تماما مشاركة أونسكوم". وستحدد في الايام المقبلة تركيبة اللجان وبرنامج عملها بالتشاور مع أنان ومجلس الامن. ويتوقع ديبلوماسيون ان يؤدي ذلك الى خلافات جديدة بين الاميركيين والروس بعد ان وصف الاتفاق الذي تم التوصل اليه امس بأنه "هش". وستستعين لجنة تقويم الوضع الانساني في العراق بخدمات مكتب البرنامج الخاص بالعراق ولجنة العقوبات في مجلس الامن والامانة العامة للامم المتحدة. اما اللجنة الثالثة فستختص بالاسرى الكويتيين بعد حرب الخليج 1991 والممتلكات التي فقدت بعد الاحتلال العراقي للكويت.