وقع الرئيسان السوداني عمر البشير والاوغندي يويري موسيفيني امس في نيروبي اتفاقاً يتعلق بأمن الحدود المشتركة بين بلديهما ويسمح، اذا نُفذت بنوده، باعادة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بينهما منذ 1994. وفي مقابل ذلك فشلت هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض في عقد جلسة اجتماعاتها الثانية امس في كمبالا بعدما اظهرت جلسة الافتتاح اول من امس انقساماً حاداً بين اعضائها في شأن المبادرات المطروحة للتفاوض مع الحكومة السودانية. راجع صفحة 5 وأكد ناطق باسم "مركز كارتر" مقره اتلانتا في اتصال هاتفي مع "الحياة" امس، ان الوساطة التي كان يقودها الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر والرئيس الكيني دانيال آراب موي اثمرت امس عن توقيع الرئيسين البشير وموسيفيني على وثيقة اتفاق تنص على اتخاذ السلطات الاوغندية والسودانية اجراءات لتبادل اسرى الحرب وتحرير المخطوفين لدى جماعات المعارضة في البلدين وإعادتهم الى ذويهم، والتوقف عن دعم جماعات المعارضة المسلحة في كل من البلدين. وأوضح الناطق، ان الرئيسين تعهدا تنفيذ بنود الاتفاق تمهيداً لاعادة العلاقات الديبلوماسية بين بلديهما. وفي كمبالا، قال رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق ان اتفاق البشير وموسيفيني لن يؤثر على حركته، لأن علاقته مع اوغندا استراتيجية، ولأن قواته تعمل من داخل السودان ولا تنطلق من أوغندا. وفشل قادة "التجمع الوطني الديموقراطي" في عقد جلسة كانت مقررة مساء أمس، بسبب تمسك حزب "الأمة" الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي باتفاقه الذي عقده مع البشير في جيبوتي الشهر الماضي، في حين رفض قرنق هذا الاتفاق وتمسك بمبادرة "السلطة الحكومية للتنمية" ايغاد. وفي ضوء التوتر الذي ساد اوساط المعارضة، قرر وفد "التجمع الوطني" في الداخل الذي يشارك للمرة الأولى في الاجتماعات، اجراء مشاورات للتوصل الى حل وسط بين اتفاق جيبوتي ومبادرة "ايغاد".