استمرت اجتماعات هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض في كمبالاسامس في حين استمرت الخلافات بين موقفي حزب الامة والحركة الشعبية لتحرير السودان من جانب آخر يدعمها اليساريون وجماعات صغيرة فيما ابقى الحزب الاتحادي الديموقراطي على موقفه الغامض من الخلافات. وقال احد مفاوضي حزب الامة ان "الاتحاديين يساندون الحركة الشعبية في اجتماعات اللجان ضد حزب الامة". وكان زعيم الحركة العقيد جون قرنق حمل بعنف على اتفاق "نداء الوطن" الذي توصل اليه زعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي مع الرئيس السوداني عمر البشير، ورد الحزب امس معتبراً ان قرنق "يخلق تبريرات تمهيداً لتدخل اجنبي في السودان". وأقر اجتماع هيئة القيادة امس رؤية التجمع الوطني في شأن موقفه التفاوضي في اي محادثات مع الحكومة. وأكد المجتمعون ان مرجعيات الحل السياسي تشمل قرارات مؤتمر القضايا المصيرية في اسمرا 1995 واعلان المبادئ الذي اصدره وسطاء ايغاد وقرارات هيئة القيادة ذات الصلة بالحل السياسي ومذكرتي التجمع الوطني في الداخل الى الرئيس عمر البشير. وثار جدل حاد داخل اجتماع يوم امس حين طرح البند الخاص باعلان مبادئ الحل السياسي، اذ اقترحت الحركة الشعبية تأكيد المرجعيات فقط من دون تحديد مبادئ وساندتها في ذلك احزاب اليسار والحزب الاتحادي، في حين طالب حزب الامة شركاءه في التجمع باعلان مبادئ مفصل ما كان سيؤكد قوله ان اتفاق جيبوتي بين البشير والمهدي لا يخرج عن مرجعيات التجمع الوطني. وتدخل قرنق في الجلسة مشيراً بوضوح الى ان الاجتماع اذا اجاز مشروع اعلان مبادئ الحل السياسي الشامل وفقاً للموقف التفاوضي للتجمع فإن ذلك سيعني اجازة اتفاق جيبوتي. وفي شأن التنسيق بين المبادرتين المصرية - الليبية ومبادرة "ايغاد" اتفق الحزب الشيوعي والاتحاديون والحركة الشعبية على ان هذا الامر يترك للوسطاء بحجة استحالة الزام الوسطاء بكيفية التنسيق في ما بينهم. واشار مندوب الحزب الاتحادي الى ان رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني طلب من الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني ان يدعو الى اجتماع يضم وزراء خارجية دول الوساطة للبحث في التنسيق بين المبادرتين. لكن حزب الامة اكد ان مسؤولية البحث عن التنسيق تقع في المقام الاول على عاتق التجمع الوطني، وان الحديث عن تجاوز النظر في هذا الموضوع يعتبر عملاً "غير مسؤول" وطالب بمناقشة جميع المقترحات المقدمة من حزبي الامة والحركة الشعبية. وتم تشكيل لجنة ينتظر ان ترفع تقريرها اليوم بعد تقويم مقترحات التنسيق. من جهة اخرى رويترز تحدث قرنق على هامش اجتماعات المعارضة السودانية مؤكداً ان المعونة الغذائية الاميركية المقترحة لافراد حركته ستعزز قدراته العسكرية في الحرب الدائرة ضد الحكومة السودانية. وقلل قرنق ايضاً من تأثير اتفاق السلام الذي وقعته اوغندا الحليف الاقليمي الرئيسي لحركته وحكومة السودان على الحرب الاهلية السودانية. وقال قرنق ان موافقة الكونغرس الاميركي اخيراً على مشروع قانون بإرسال معونات غذائية الى "الجيش الشعبي لتحرير السودان" "ستعزز قدراته العسكرية من خلال اتاحة الفرصة امام القادة لحشد اعداد اكبر من المقاتلين". واضاف "سنتمكن من تركيز اعداد اكثر في وحدات اكبر. فالتركيز من مبادئ الحرب. اذا ركزت قوتك البشرية او النيران فستحقق نتائج افضل". واشار الى ان قدرة "الجيش الشعبي" على تركيز قواته محدودة حالياً نتيجة اعتماده على السكان المحليين في الحصول على الغذاء. ولم تبدأ الادارة الاميركية بعد في تسليم المعونة الغذائية الى المتمردين في جنوب السودان لكن الرئيس بيل كلينتون وقع على المشروع الذي اجازه الكونغرس.