أخذ مشروع قانون الانتخاب الجديد القاضي بتقسيم لبنان 14 دائرة انتخابية، طريقه الرسمي الى النفاذ القانوني، امس، تمهيداً لإحالته على المجلس النيابي لإقراره خلال الايام القليلة المقبلة. وفيما صوّت المجلس النيابي في جلسة تشريعية امس، على رفع الحصانة عن نائب المتن الشمالي حبيب حكيم، لملاحقته في اهدار مال صرف من الخزينة ثمن محرقتين للنفايات، بناء على ملف اعدته النيابة العامة التمييزية، وبناء على طلب حكيم نفسه رفع هذه الحصانة، فإن اللجنة الوزارية المكلفة صوغ قانون الانتخاب الجديد اجتمعت امس وتبنت مشروع الدوائر ال14 الذي كان ما زال حديث الوسط السياسي خلال الاشهر الثلاثة الماضية، من دون ان تعلن اي جهة رسمية ابوتها له. راجع ص 4 واذ اعلن رئيس اللجنة الوزارية نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر امس، قبل اجتماعها، وبعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ان المشروع سيقسم الدوائر الانتخابية اربع عشرة، رجح ان يعرض على جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس، والتي تنعقد برئاسة رئيس الجمهورية إميل لحود. لكن المر اشار الى ان الرئيس لحود "لن يكون له رأي في التقسيمات، بل هو يشدد على المساواة والتمثيل الصحيح". أما رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص الذي كان وعد مع رئيس الجمهورية بإنجاز المشروع في مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر، فرجح بدوره ان يتم طرح المشروع على جلسة غد مكرراً ان مواد ستدخل اليه تحدد سقفاً للانفاق الانتخابي، تحت طائلة ابطال نيابة من يتعداه، وتفرض التوازن في الاعلام والاعلان الانتخابيين... وكان توزيع الدوائر في المحافظاتاللبنانية الست في المشروع الذي طرح قبل نحو ثلاثة اشهر من جانب جهات رسمية مقربة من رئاسة الجمهورية، يتقدمها الوزير المر، بعيداً من الاضواء، اثار سجالاً سياسياً خصوصاً في منطقتي الشمال وبيروت. ويقضي المشروع الذي قال بري امس للنواب انه سيكون في حوزتهم بعد نحو اسبوع، بتقسيم جبل لبنان 35 نائباً اربع دوائر هي: الشوف 8 مقاعد، عاليه والمتن الجنوبي 11، المتن الشمالي 8، كسروان وجبيل 8. أما البقاع 23 نائباً فيقسم ثلاث دوائر هي: بعلبك الهرمل 10، زحلة ورياق 7، البقاع الغربي وراشيا 6. وبالنسبة الى الشمال 28 نائباً فيقضي باعتماد دائرتين هما: عكار وبشري والضنية 11، طرابلس والمنية والبترون والكورة وزغرتا 17. وسيقسم الجنوب 23 نائباً دائرتين: النبطية وجزين ومرجعيون وحاصبيا 11، صيدا والزهراني وبنت جبيل وصور 12 على ان تُجرى الانتخابات على اساس الجنوب دائرة واحدة اذا بقي الاحتلال الاسرائيلي. أما تقسيم بيروت 19 نائباً، فاستقر على رغم اعتراضات بعض الافرقاء، وفي مقدمهم رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وفاعليات بيروت، وعلى رغم استمرار اصرار الحص على مبدأ بيروت واحدة، على ثلاث دوائر هي: الاولى: المزرعة والأشرفية 6 وتتوزع المقاعد طائفياً كالآتي: 2 للسنّة، 1 للأرثوذكس، 1 للكاثوليك، 1 للأرمن، 1 للأقليات. الثانية: رأس بيروت وميناء الحصن والمدوّر وعين المريسة والمرفأ وزقاق البلاط 6 وتتوزع المقاعد طائفياً كالآتي: 2 للسنّة، 1 للبروتستانت، 1 للدروز، 1 للشيعة و1 للأرمن. الثالثة: الباشورة والمصيطبة والصيفي والرميل 7 وتتوزع المقاعد طائفياً كالآتي: 2 للسنّة، 2 للأرمن، 1 للأرثوذكس، 1 للشيعة و1 للموارنة. وكان تم الترويج للمشروع في وسائل الاعلام، واعترضت عليه قوى عدة بينها الوزير سليمان فرنجية ونواب شماليون، والبطريرك الماروني نصرالله صفير، ما افسح في المجال امام اتصالات اجريت، ساهمت فيها القيادة السورية من اجل تذليل العقبات من امامه، بعدما اخضع لأخذ ورد كثيرين ما ابقى الاعتراضات عند حدود المواقف المبدئية، وسمح بالانتقال به الى الصياغة النهائية. واستقبل الرئيس لحود امس الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ونقلت مصادر الاخير عن لحود قوله انه ما دام سيتم تقسيم جبل لبنان دوائر عدة فلا بد من تعميم التقسيمات في شكل متساو على المناطق الاخرى.