اعلن اتحاد النقابات التونسية ان قوات الامن حاصرت امس مقره المركزي وقامت ب"اعتداءات وتعنيف للنقابيين"، لمنع الاتحاد من القيام بمسيرته السنوية في ذكرى اغتيال مؤسسه فرحات حشاد في 1952. وقال الاتحاد في بيان وقعه أمينه العام السيد اسماعيل السحباني وتلقت "الحياة" نسخة عنه، ان الهيئة الادارية التي اجتمعت أمس وأول من أمس "عبرت عن استنكارها الشديد لما قام به أعوان الأمن من اعتداءات وتعنيف للنقابيين، وكذلك لقرار السلطات منع المسيرة السلمية التي اعتاد النقابيون على تنظيمها في مثل هذه الذكرى منذ الاستقلال في ظل الانضباط واحترام القانون". واعتبرت الهيئة الادارية ان ما حدث يوم السبت الماضي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل شكل "اعتداء صارخاً على الحق النقابي واساءة الى ذكرى الشهيد فرحات حشاد ... وإجحافاً بحق الدور الذي اضطلع به الاتحاد في مرحلة الكفاح الوطني ضد الاستعمار ثم في مرحلة بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها". وحضت السلطات على "فتح تحقيق لكشف المتسببين في الأحداث وضمان عدم تكرارها مستقبلا". ويعتبر البيان الصادر أمس الاعنف الذي أصدرته القيادات النقابية منذ أكثر من عشرة أعوام على رغم انها سبق ان صعدت اللهجة ضد الحزب الحاكم اثناء الجدل الذي سبق الانتخابات الاشتراعية الأخيرة، وطلبت انشاء غرفة ثانية في البرلمان مخصصة لممثلي الجمعيات الاهلية والنقابات ومنح حصة للنقابات العمالية من مقاعد مجلس النواب جرياً على تقليد كان سارياً أيام الرئيس السابق الحبيب بورقيبة. يذكر ان الصحف المحلية لم تتعرض للأحداث التي عرفتها ساحة اتحاد النقابات وسط العاصمة تونس السبت الماضي ولم تنقل وجهة نظر الحكومة مما حدث، إلا ان اتحاد النقابات قرر الإبقاء على هيئته الادارية في حال اجتماع لمتابعة التطورات. واتسمت العلاقات بين الجانبين بالاستقرار في السنوات الأخيرة عدا بعض الاحتكاكات العابرة في شأن الزيادات في الرواتب والانعكاسات الاجتماعية لسياسة التخصيص.