نفت بلغراد أمس صحة المعلومات التي وردت في تقرير منظمة الأمن والتعاون الأوروبي حول "الفظائع التي ارتكبها الصرب في كوسوفو"، واعتبرتها محاولة لتبرير "العدوان الذي تعرضت له يوغوسلافيا". وجاء في تقرير المنظمة، الذي حمل عنوان "كوسوفو مشاهدات حية وشهادات" ونشر أمس في بريشتينا، ان الضحايا الأساسيين كانوا من الشباب في سن القتال والنساء والأطفال، و"جرت جرائم القتل والاعتقال من دون محاكمة واستهدف التعذيب بشكل خاص الشباب، كما ان النساء تعرضن لأعمال عنف محددة مثل حالات الاغتصاب التي لا تحصى واتلاف الاجنة، بينما كان الأطفال ضحية المجرمين الذين أرادوا بقتلهم ارهاب الراشدين ومعاقبتهم". وكتبت المدعية العامة السابقة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي لويزا اربور في مقدمة التقرير انه "تم توسيع نطاق عمل محكمة العدل الدولية ليوغوسلافيا سابقاً في كوسوفو، وسيحال المسؤولون عن مثل هذه الجرائم إلى القضاء". أما رئيس الإدارة المدنية للأمم المتحدة في كوسوفو برنار كوشنير، الذي شارك في إعداد المقدمة، فقد اعتبر ان "مستقبل كوسوفو رهن بأبنائه". وذكرت المنظمة ان الفظائع التي ارتكبها الصرب لم تصبح معممة إلا بعد بدء حملة الغارات الجوية التي نفذتها قوات حلف الأطلسي في 24 آذار مارس الماضي، خلافاً لما أشارت إليه عواصم دولية عدة في تلك الفترة. "وبمجرد أن تسنى الدخول إلى الاقليم بعد الغارات، ذهب المحققون للتأكد ميدانياً وأتموا عملاً مشابهاً قامت به بعثة التحقق التابعة للمنظمة في الشتاء". وقال وزير الاعلام اليوغوسلافي ميلوراد بوبوفيتش معلقاً على تقرير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأن "اللجنة التي أعدته تكونت من أشخاص من الولاياتالمتحدة و16 دولة ساهمت في الاعتداء على بلدنا، ولذا لا يمكن ان يكون حيادياً". ووصف التقرير في تصريح صحافي في بلغراد أمس بأنه "يمثل حالة أخرى لايجاد العذر لما حدث ليوغوسلافيا في الربيع الماضي". ويذكر ان التقرير أشار أيضاً إلى أن "الرغبة في الانتقام في كل انحاء كوسوفو جعلت من الصرب الضحايا الجدد لغالبية انتهاكات حقوق الإنسان". وأوضح ان "600 صربي يقيمون حالياً في بريشتينا مقارنة ب21 ألفاً قبل بدء النزاع". وأضاف بأن "أعمال اضطهاد الألبان للصرب لا تزال مستمرة منذ انتهاء الحملة الجوية الأطلسية على يوغوسلافيا في حزيران يونيو الماضي". على صعيد آخر، اختتم الرئيس التركي سليمان ديميريل زيارة للبوسنة شملت العاصمة ساراييفو ومدينة زينيتسا وسط البلاد التي توجد فيها وحدات الكتيبة التركية التي تعد ألفاً و600 رجل العاملة في إطار قوات حفظ الاستقرار التابعة لحلف شمال الأطلسي في البوسنة - الهرسك. وكان ديميريل وصل إلى ساراييفو أمس والتقى مع أعضاء هيئة الرئاسة الجماعية البوسنية التي تمثل المسلمين والصرب والكروات.