عكست وسائل الاعلام الرسمية السورية اجواء اقل تفاؤلاً بقدرة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت على احداث اختراق على المسار السوري - الاسرائيلي ما لم تستطع الزام رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ب"وديعة" سلفه اسحق رابين بالانسحاب الكامل من الجولان. وبثت اذاعة دمشق امس ان باراك "اعتمد اسلوب التشكيك بما تحقق في السنوات الخمس التي اعقبت مؤتمر مدريد بهدف التنصل من اسس عملية السلام واستبدالها باسس جديدة تقود الى مفاوضات خارج قرارات الاممالمتحدة بما يؤدي، في حساباته، الى فرض مفاهيمه على اتفاقات لاحقة". واوضحت ان رئيس الوزراء الاسرائىلي "ادعّى ان النقطة التي توقفت عندها المفاوضات غامضة وتحمل اكثر من تفسير ليس فقط بهدف التنصل من التزام رابين بل بهدف اعتبار الارض من المواضيع التي تخضع للترتيبات الامنية بعدما كان امرها حسم بانها غير قابلة للنقاش". ومن المقرر ان تصل اولبرايت ظهر اليوم الى دمشق في زيارة تستمر ساعات عدة تجتمع خلالها مع الرئيس حافظ الاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع في محاولة لايجاد ارضية لاستئناف مفاوضات السلام المجمدة منذ اذار مارس عام 1996. وهذه الزيارة الثانية منذ الانتخابات الاسرائىلية التي ادت الى سيادة اجواء ايجابية. لكن الاذاعة الرسمية بثت امس: "بدلاً من ان يتقدم باراك خطوة جادة باتجاه السلام سار في اتجاه معاكس اذ انه اعلن انه سيقرر مدى الانسحاب الاسرائىلي في الجولان بمعرفته نوعية السلام الذي سيتجه اليه". وزادت ان التفسير السوري لذلك هو ان باراك "لم يكتف باستبعاد مرجعية مدريد بل انه اراد فرض شروط تفاوضية جديدة يحدد في اطارها نوعية السلام الذي سيليه وفتات الارض الذي سيقدم على غرار ما تفعله اسرائىل مع السلطة الفلسطينية". وكانت الاذاعة تشير الى الاسئلة التي طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي من سورية الاجابة عنها عبر الرئيس بيل كلينتون وتتعلق بالامن وطبيعة السلام والعلاقات الديبلوماسية والاقتصادية قبل الاعتراف علنا ب"وديعة" رابين المتعلقة بالانسحاب من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو عام 1967. وذكرت: "في اجواء كهذه تتلاشى الفرصة التي لاحت قبل اشهر لدفع عملية السلام باتجاه تحقيق السلام العادل الشامل وفق مبدأ الارض مقابل السلام". وزادت انه ما لم يتعهد باراك بالانسحاب الكامل "فان الوقت الضائع سيبدد ما تبقى من فرصة السلام الذي هو خيار استراتيجي لسورية وللعرب وحاجة ملحة للمنطقة".