جددت سورية امس تأكيدها ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت "لم تنكر" وجود "وديعة" رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين في شأن التزام الانسحاب من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو 1967. واوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان اولبرايت "لم تنف" ايضاً وجود "الوديعة" خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته مع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع بعد لقائهما في بداية ايلول سبتمبر الماضي. واعتبرت وسائل الاعلام السورية عدم نفي واشنطن وجود الوديعة وقتذاك "مؤشراً ايجابياً"، خصوصاً ان وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر بعث برسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو ل"حله من تعهد الانسحاب" في رسالة نشرتها صحيفة "هآرتس" في نهاية 1996. واشارت المصادر السورية الى ان اولبرايت ابلغت وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين ان "تعهد" رابين و "الانجازات" التي تحققت في شأن اتفاق "مبادئ ترتيبات الامن" الذي اعلن ايار مايو 1995، "لا تزال قائمة وصالحة" كأساس للمفاوضات بين سورية واسرائىل. وكانت دمشق قدمت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الاخيرة اول رواية رسمية لكيفية حصول "الوديعة". وجاء في بيان رسمي وزعه مندوب سورية الدائم الى نيويورك الدكتور ميخائيل وهبة ان كريستوفر نقل الى الرئيس حافظ الاسد في تموز يوليو 1994 موافقة رابين على الانسحاب من الجولان الى ما وراء خط 4 حزيران ك"التزام لابد منه للانطلاق الى معالجة بقية عناصر اتفاق السلام"، وان الرئيس الاسد طرح على وزير الخارجية الاميركي سؤالين للتأكد من صحة مضمون الالتزام الاسرائيلي ودقته. السؤال الاول: هل يعني رابين ان الانسحاب من الجولان سيشمل كل الاراضي التي كانت تحت سيادة سورية في الرابع من حزيران 1967؟ فكان جواب وزير الخارجية الاميركي: "نعم". السؤال الثاني: هل هناك اي ادعاء اسرائيلي بأي قطعة من الارض الواقعة ضمن خط الرابع من حزيران 1967؟ فكان جواب الوزير الاميركي :"لا يوجد اي ادعاء". وكانت وكالة "رويترز" نقلت أول من أمس عن مسؤول في وزارة الخارجية لم تذكر اسمه قوله "لا شيء متفق عليه الى أن يتم الاتفاق على كل شيء ولم تكن هناك اتفاقات في هذا المجال الانسحاب من مرتفعات الجولان". وكان المسؤول يعلق بذلك على تصريح لوزير الإعلام السوري السيد محمد سلمان قال فيه ان وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت لم تنكر وجود وديعة رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين التي يتعهد فيها الانسحاب من الجولان.