كشفت مصادر موثوق بها ان خلافاً على سعر النفط العراقي الذي اتفق على ان يزود به الأردن كان السبب في فشل الأردنوالعراق في التوصل الى اتفاق النفط العراقي - الأردني الذي كان من المقرر توقيعه مساء الخميس الماضي. وقالت المصادر ان وزير الطاقة والثروة المعدنية المهندس سليمان ابو عليم ووزير النفط العراقي الدكتور عامر رشيد كانا اتفقا على كمية النفط التي تمثل حاجات الأردن السنوية والتي وافق العراق على تزويد الأردن بها بموجب الاتفاق النفطي، غير ان خلافاً نشب بينهما في اللحظة الأخيرة في شأن السعر الذي سيحسب للبرميل الواحد من الكمية التي سيدفع الأردن ثمنها للعراق. وربطت المصادر بين الخلاف على السعر في الاتفاق الأردني - العراقي وبين ارتفاع اسعار النفط في الأسواق العالمية. ومن المعروف ان الاتفاق النفطي الذي يجدد كل عام بين الأردنوالعراق ينص على ان يحصل الأردن على حاجاته النفطية من العراق في قسمين، الأول ويراوح ثمنه ما بين 200 و250 مليون دولار مجاناً، وما تبقّى مدفوع الثمن وفق اسعار تفضيلية يتفق عليها الطرفان كل عام في ضوء سعر النفط في الأسواق العالمية. وكان وفد عراقي برئاسة وزير النفط عامر رشيد بدأ الأربعاء الماضي محادثات في عمان في هذا الشأن. ولم يُحدد موعد لاستئناف المحادثات واضطر الوفد العراقي الى مغادرة الأردن بسبب ارتباطات اخرى. وكان الطرفان اتفقا على ان يزود العراقالأردن بما مقداره خمسة ملايين طن من النفط في السنة 2000 مقابل 4.8 ملايين طن في السنة الجارية، على ان يدفع الأردن نصف الكمية والباقي يعتبر "هدية" مجانية للأردن. ويمثل الفرق في الكمية بين اتفاق السنة الجارية واتفاق السنة المقبلة، الذي لم يوقع بعد، الزيادة السنوية في حاجات الاردن من النفط التي تقدر بنحو خمسة ملايين طن.