لئن كان الاحتلال البريطاني لمصر قد بدأ عملياً في الحادي عشر من شهر تموز يوليو من العام 1882، فان الطابع القانوني لذلك الاحتلال برز يوم السادس عشر من شهر كانون الاول ديسمبر 1914، حيث انتهزت بريطانيا فرصة اندلاع الحرب العالمية الاولى لتعلن انها وضعت البلاد تحت حمايتها. اتى ذلك بعد ان كانت القوات البريطانية في مصر تحت قيادة الجنرال جون غرنفيل ماكسويل اعلنت الاحكام العرفية، وطردت الالمان الموجودين في البلاد الى مالطا. في تلك اللحظة بالذات اعلنت بريطانيا مصر محمية وتلى ذلك اسقاط الخديوي عباس حلمي باشا، بزعم انه مناصر للالمان، عن عرش مصر وابداله بعمه السلطان حسين كامل، الذي اعلنه الانكليز سلطاناً. يومها قال الانكليز ان حمايتهم لمصر وتغيير السلطان يفترضان وضع دستور ليبرالي لهذا البلد. على ان تتولى بريطانيا العظمى مسؤوليات الدفاع والعلاقات الخارجية، وتم الاعلان عن تعيين الكولونيل البريطاني آرثر ماكماهون مفوضاً سامياً في مصر، وتدفقت على الاراضي المصرية تعزيزات عسكرية بريطانية لتمكين الحامية هناك من مجابهة العثمانيين. وعلى هذا النحو صارت مصر تحت حماية الاحتلال البريطاني، وبدأ النضال الوطني المصري ضد الانكليز يتخذ مجراه العلني بعد ان كان في البداية حائراً بين مقاومة الانكليز ومقاومة العثمانيين. ولقد قاد المقاومة الحزب الوطني الذي كان يتزعمه مصطفى كامل ثم خلفه في زعامته محمد فريد. لكن الانكليز قضوا خلال الحرب على نشاطات الحزب الوطني، فاذا بسعد زغلول يؤلف بعد انقضاء الحرب حزب الوفد الذي ضم الى مناضلي الحزب الوطني مناضلي حزب الامة، وراح يطالب بالاستقلال فقبض الانكليز عليه وعلى رفاقه لتندلع ثورة العام 1919 التي اضطرت بريطانيا الى اصدار تصريح 28 شباط فبراير 1923 والذي ينص على اسقاط الحماية البريطانية عن مصر، من جانب واحد، والاعتراف بمصر دولة مستقلة.