روجينا، ممثلة شابة تسير في خطوات هادئة مرتّبة حققت من خلالها وجوداً جيداً في السينما والمسرح والتلفزيون. في البداية قدمها المخرج يوسف شاهين في "المصير" فنالت التقدير والاحترام. روجينا تحتفظ بشخصية مستقلة في نوعية أدوارها، وتنتمي لجيل يسعى لتبوء مكانته بين العمالقة، نقاط متعددة وآراء متباينة نثيرها معها لتجيب عنها من خلال هذا اللقاء. ماذا تفعلين الآن؟ - أصور الآن مسلسل "الذئب" من إخراج يوسف أبو سيف وتأليف نبيل حرك مع محمد رياض وحسن حسني ورشوان توفيق وعزة بهاء وزيزي البدراوي. وأجسد فيه شخصية فلاحة فقيرة يعمل والدها بواباً لفيللا، وتعيش قصة حب مع إبن صاحب الفيللا الذي يخطفها ويتزوجها سراً. تتيح ساحة السينما حالياً فرصاً للشباب.. أين أنت منها؟ - أنا موجودة وعرض لي أخيراً فيلم "الكافير" المختلف عن موجة الأفلام الكوميدية التي يتم تحقيقها. أرى أنني واحدة من بنات هذا الجيل، والملاحظ أن غالبية الأفلام الكوميدية البطولة فيها للرجال، ولم يقدم أحد فيلماً بطولة يظهر الممثلة إلا كمسار تكميلي للعمل الفني. لم يظهر المنتج الجريء الذي يمنح الممثلة البطولة المطلقة، لكنني أرى أنه من الممكن أن تكون الفترة المقبلة أفضل كثيراً من ذي قبل. الموجة الكوميدية ما زالت في بدايتها، واستمرارها يعني أن ذلك سيكون على حساب الممثلات.. فما رأيك؟ - قبل هذه الموجة قدمت "48 ساعة في اسرائيل" و"المصير" للسينما، وأعمل في الفيديو بشكل جيد وبحرص شديد حتى لا يحرق وجهي فأصبح غير مطلوبة للسينما، وبالتالي فلا تأثير لهذه الموجة عليّ. هناك نقطة مهمة.. لماذا نجد صعوبة دائماً في ظهور ممثلة كوميدية؟ - لدينا هالة فاخر وعبلة كامل وماجدة زكي لكن من الجيل الصاعد لا أجد الممثلة الكوميدية ولا تنس أهمية التكوين الجسماني في هذا الصدد. كيف؟ - بالطبع التكوين الجسماني والشكل مهمان جداً، فأنا شكلي لا يؤهلني لتقديم الكوميديا بالاضافة الى عدم وجود الحس الكوميدي. من الممكن أن أقدم كوميديا الموقف لكن لا استطيع إطلاق "إفيه" كوميدي. إذن ما قولك في موجة الكوميديا الحالية التي تعتمد فقط على "الإفيه"؟ - أرى أن الناس تضحك معها، ولقد لاحظت أن جمهور السينما الآن هو غالباً ما بين 15 -20 عاماً. هل أثرت هذه الموجة على فيلمك "الكافير" الذي عرض اثناءها أم العكس؟ - لا استطيع أن أجزم بهذا، لكن استطيع أن أقول إنه لم يؤثر أحدهما على الآخر، والفيلم وجد في دور العرض بشكل جيد. واكب عرض الفيلم دعاية تلفزيونية مكثفة تفوق مثيلاتها من الأفلام التي عرضت في الوقت نفسه.. فكيف كان التأثير؟ - عادت بنتيجة ايجابية، وهذا ذكاء من المنتج الذي يحسن الدعاية لعمله فجذب الجمهور له، وعنصر الدعاية مهم جداً. لكن أحياناً تكثيف الدعاية من الممكن أن يستفز المشاهدين فيعود بنتيجة سلبية؟ - الفيلم جيد ولا أقول هذا لأنني شاركت في بطولته، لكن للحق فالمنتج لم يبخل عليه بالمال وأنفق الكثير لدرجة أن كلفة تصوير أحد الأيام الذي تم تصويره في باريس بلغت 50 ألف دولار، وصناعة الفيلم جيدة. جسدت في الفيلم شخصية واحدة لكنها مزدوجة لفتاة من "الموساد" فكيف يختلف تعاملك معها عن تعاملك مع غيرها من الشخصيات؟ - عندما قرأت سيناريو الفيلم أعجبتني الشخصية التي توحي في البداية انها فرنسية ثم يتضح أنها اسرائيلية وتنتمي الى جهاز "الموساد"، فعنصر التمويه في البداية لطيف، حيث ينخدع المشاهد ثم تنكشف أمامه الحقيقة، ولأني أحب هذا أحببت الشخصية، وعلى رغم هذا عندما تناول بعض النقاد الفيلم لم يعجبهم تجسيدي لهذه الشخصية، لكن في الوقت نفسه هناك من استحسنوا هذا وأثنوا على أدائي. هذا الاختلاف أكد لي أنني نجحت في تجسيد الشخصية، لكن هنا أذكر أنني عندما تصديت للشخصية كنت قد نسيت أن الشعب المصري عاطفي لا يحب أن يرى ممثلة أحبها في شخصية يكرهها مع أن كرهه للشخصية نجاح لي. بماذا خرجت من هذه التجربة؟ - لم تغير من رأيي لأنني دائماً أحب تقديم الشخصيات المختلفة والمتنوعة، فأنا دائماً متمردة في أدواري ومتمردة حتى على نفسي كممثلة أهوى كثيراً التصدي لشخصية أجدها صعبة عليّ وتتطلب مني بذل مجهود كبير، وإختلاف النقاد حول تقييم الشخصية التي أجسدها يسعدني. هناك نقطة تمت إثارتها من قبل لكن الاجابات عنها لم تقنع كثيرين، وهي انه بعد أن أعلن عن مشاركتك في بطولة فيلم "الآخر"، فوجئنا بقيام حنان ترك بالدور نفسه، فما السبب الحقيقي وراء هذا التغيير، خصوصاً أن العمل مع المخرج يوسف شاهين متعة لأي ممثلة؟ - ما حدث بالضبط أنني كنت أصور في ذلك الوقت دوري في الجزء الثاني من المسلسل التلفزيوني "هوانم غاردن سيتي" وأخبرت مخرج المسلسل أنه لا بد أن أنتهي من التصوير خلال فترة محددة، لكن الديكور الرئيسي للمسلسل تأخر بناؤه، فبدلاً من أن يتم ذلك في 27 تموز يوليو من العام الماضي تأخر فترة، وفي الوقت نفسه كان لا بد أن أذهب الى سيناء لتصوير "الآخر"، وكما تعلم المسلسل معروف أنه سيعرض في شهر رمضان، فكان الأجدى أن أعتذر عن الفيلم. ثم أن الدور رشحت له في البداية حنان ترك ثم منى زكي ثم أنا، فأعتذرت قبل بدء التصوير بأربعة أيام فقط، لذلك تأخر بدء تصوير الفيلم. وأذكر أنه كان مقرراً له يوم السبت في تاريخه فتأخر الى الثلثاء، في هذا الصدد ترددت أقاويل كثيرة منها أنني لم أكن مرشحة لبطولة الفيلم ولم أكن في الحسبان وأن ما قيل عن مشاركتي في بطولة الفيلم دعاية مني. وهذه الأقاويل غير حقيقية، فهذا محمود الماكيير الخاص بي اثناء اجراء الحوار في غرفة روجينا بمسرح قصر النيل كان الماكيير حاضراً يمارس عمله حضر معي أكثر من اختبار للمكياج واشتريت ملابس للفيلم. هل نتج عن ذلك خلاف بينك وبين المخرج يوسف شاهين؟ - أبداً لم يحدث أي خلاف. ألا ترين أن يوسف شاهين ديكتاتور في عمله؟ - لم أشعر أبداً أنه ديكتاتور، فأنا أحبه جداً، لأنه مخرج ممتاز وصاحب مدرسة استفدت منه كثيراً في عملي معه وما بعده، فيوسف شاهين يحب الممثل الذي يعمل معه جداً ويخاف عليه ويسعى دائماً الى ان يظهره في أحسن حالاته. في اعتقادك لماذا لا تلقى الأفلام ذات المستوى الفني الرفيع نجاحاً جماهيرياً؟ - ليس صحيحاً، بدليل أن فيلم "الآخر" حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً. في الآونة الأخيرة ظهر عدد كبير من الوجوه الجديدة، فهل أنت مع الكثرة على رغم وجود من لا يستحق الفرص منهم أم مع ظهور عدد محدود وتبني موهبته؟ - بالفعل يظهر كثيرون ثم يختفون، إنما الثوابت ليس من السهل سقوطها، لأنها تصعد بخطوات محسوبة، وأنا مع هذا ولست مع الظواهر. زوجك المخرج أشرف زكي متعصب للأكاديميين من خريجي المعاهد الفنية.. فماذا عنك؟ - وأنا أيضاً متعصبة جداً للأكاديميين، لأن هناك بين زميلاتي في الدراسة، من هن أفضل مني لكنهن لم يحصلن على الفرصة للظهور. هل هناك اشخاص لا يستحقون التفوا على فرص الذين يستحقون؟ - نعم هناك كثيرون لا يستحقون ونالوا فرص المجيدين.. هل تقنعني بمن أتى من الخارج ليمثل أم من درس أربع سنوات في المعهد وتعب كثيراً ثم ببساطة يأتي من يأخذ فرصته. إذن أين دور الموهبة؟ - الموهبة تفرض نفسها دائماً.. ليس ضرورياً أن يمتلك الدارس الموهبة وألا يمتلكها غيره. هل ترين أن نهاية النجوم الحاليين قد حلت؟ - لا استطيع ان أقول هذا، فهذه مشيئة الله، فهل كان أحد يتوقع ان يقدم محمد هنيدي في العام الماضي فيلماً يحقق ايرادات بلغت 38 مليون جنيه. وهل في رأيك أن ماحدث لمحمد هنيدي يعتبر ظاهرة؟ - لا، ان الجيل السابق تربع على النجومية نحو 20 عاماً، ألا تريد أن يظهر جيل جديد، ان عليك ان تلاحظ ان الفترة الماضية هي أطول فترة في السينما لم يسلم فيها جيل الراية لجيل جديد، فالجمهور في شوق للجديد.