أعربت حركة "طالبان" عن مخاوفها من انعقاد مؤتمر روما دعا اليه الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه وحضرته شخصيات تقليدية سياسية وعسكرية وقبلية. وقالت مصادر "طالبان" ل"الحياة" ان المؤتمر يختلف عن المؤتمرات السابقة التي عقدت خارج البلاد بتمويل من الأجانب كونه يأتي في وقت تتعرض "طالبان" لعقوبات اقتصادية قاسية بسبب رفضها تسليم أسامة بن لادن". وكان المؤتمر أنهى اجتماعاته بتوصيات تدعو الى تعزيز العلاقات والروابط مع الدول المجاورة المعنية بالمسألة الأفغانية، والسعي الى فتح مكتب للمؤتمر في باكستان وايران، وسترسل اللجنة التنفيذية المنبثقة عن المؤتمر وفوداً الى المعنيين من منظمات ودول لتوضيح موقف الملك. انان ولاعطاء المؤتمر بعداً دولياً حضر مندوبون وممثلون عن بعض الدول والأمم المتحدة، وتغيبت باكستان التي لاترغب في عودة الملك الذي حكم البلاد بين 1933 و1973 حين انقلب عليه ابن عمه محمد داود أثناء وجوده في روما لاجراء جراحة لعينه. وتعتبر باكستان ان كل أنصار الملك في الخارج والداخل غير متعاطفين معها. وللمرة الأولى يخرج الأمين العام للأمم المتحدة عن عادته وطبيعته في تأييد أو تشجيع أي مؤتمر أفغاني فقد عبر كوفي انان عن أمله في أن يساهم مؤتمر روما في عودة السلام الى افغانستان الممزقة. وبدا من تصريحات زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر أمس انه مستاء ويشعر بالخطر منه كونه حصل على بعض الدعم والتأييد الدوليين. وتدرك قيادة "طالبان" ان ما حصل لمؤتمر روما من دعم ومساندة غربية لم تكن ليحصل لو وافقت على تسليم ابن لادن الى واشنطن. وجدد الملا موقف الحركة أمس من رفضها تسليمه واعتبر ان الأمر "مشكلة كبيرة للحركة" وأضاف "بامكان واشنطن ان تتنازل عن ذلك وتتخذ استراتيجية جديدة لكن "طالبان" لا تستطيع فعل ذلك لأنه تخل عن مبادئ الاسلام".