تصدّر خبر الاطلاق المفاجىء لخمسة معتقلين من "حزب الله" في السجون الاسرائىلية فجر امس الصفحات الأولى للصحف الاسرائىلية وانباء وسائل الاعلام المسموعة. وربطت هذه الوسائل بين الافراج عن المعتقلين والجهود المبذولة للكشف عن مصير الطيار الاسرائىلي رون اراد. ولفتت الى حصول الحدث بعد ايام على "اختبار الهدنة" بين اسرائيل والحزب في جنوبلبنان لسحب رفات جثث مقاومين سقطوا في عمليات سابقة. وكتب المحلل الاسرائىلي زئيف شيف في صحيفة "هآرتز" ان اسرائيل و"حزب الله" يتبادلان الاشارات التي تشير الى ان اطلاق الاسرى الخمسة ليس مبادرة حسن نية من جانب اسرائيل فحسب بل ايضاً جزء من جهود وساطة مكثفة يقوم بها الألمان منذ بعض الوقت. واضاف "اذا كان حزب الله يجري مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل فمما لا شك فيه ان طهران هي في الصورة، فالتحرّك بأكمله مستحيل من دون الموافقة الايرانية". واذ أشار الى المبادرة الألمانية الجارية منذ سنوات لمعرفة مصير رون أراد، توقف عند اشاعة مفادها ان وزير الأمن الايراني كان أبلغ نظيره الالماني في احدى مراحل التوسط ان اراد لم يعد حياً يرزق وان هذا التقرير على رغم عدم الثقة به وصل الى عائلة اراد وتفاصيله توافرت للولايات المتحدة. وخلص شيف الى القول ان مبادرة تلفزيون "حزب الله" باعلان اطلاق اسرائيل المعتقلين الخمسة ووصولهم الى بيروت فجراً، يشير الى ان الحزب مستعد لجعل هذه الاشارات المتبادلة علنية، وربما الدخول في محادثات مع الوسيط الالماني. ونقلت صحيفة "هآرتز" عن مصادر ديبلوماسية في القدسالمحتلة قولها انه "على رغم اصرار مصادر حزب الله على ان اسرائيل لم تمنح شيئاً في مقابل إطلاق المعتقلين الخمسة، فان اطلاقهم جزء من اعادة تقويم العلاقات مع حزب الله. وهذا يأتي غداة حدث غير عادي، الاسبوع الماضي تمثل بهدنة اليومين لسحب جثث مقاتلين للحزب. اذ احترم الجانبان وقف اطلاق النار". وقال المحلل عاموس هاريل في "هآرتز" ان اسرائيل "تأمل بان يستمر عناصر "جيش لبنانالجنوبي" الذين يعملون في اسرائيل، في عملهم، بعد انسحاب الجيش الاسرائىلي من جنوبلبنان، في حلول تموز يوليو المقبل". ونقل عن مصادر عسكرية رفيعة "ان العمال اللبنانيين سيُسمح لهم بدخول اسرائيل عبر نقطة حدود دولية التي يؤمل ايضاً باستخدامها لاغراض تجارية". وذكر تقرير لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان وزير العدل الاسرائىلي يوسي بيلين أكد صباح امس ان اطلاق المعتقلين قد يساعد في توفير معلومات عن الطيار اراد وجندي فُقد في محلة السلطان يعقوب في البقاع عام 1982. ونقلت الاذاعة مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بعيد وصول المعتقلين الخمسة الى مطار بيروت، متوقفة عند كلامه على متابعة التحقيق لمعرفة مصير اراد. ونقلت عن مصادر سياسية في القدس ان اطلاق المعتقلين يأتي على خلفية استئناف المحادثات مع سورية وربما لاحقاً مع لبنان وان هذه العملية قد تكون فاتحة تقرب من "حزب الله"، ولمعرفة معلومات عن جندي السلطان يعقوب واراد. وذكرت مصادر استخباراتية اسرائىلية للاذاعة ان "حزب الله" بدأ يكبح نفسه، ربما بسبب ضغط من سورية وبسبب احداث داخلية في لبنان لعدم اثارة الرأي العام، وان الحزب يحضّر نفسه لاتفاق اسرائىلي - سوري محتمل، مما قد يدفعه الى التخلي عن نشاطه العسكري والعمل كجسم سياسي اجتماعي في لبنان، مشيراً الى رد فعل "حزب الله" على القصف الذي استهدف مدرسة عربصاليم، اذ لم يدفع بالوضع هناك الى التدهور. وكشفت صحيفة "معاريف" ان المعتقلين الخمسة هم جزء من لائحة من 19 شخصاً للمقايضة تعتقلهم اسرائيل منذ سنوات بهدف اطلاق اراد. وأشارت الى ان المحكمة العليا تنظر الآن في دعوى استئناف لاطلاقهم، ويتوقع ان تعطي جوابها في الايام المقبلة. ونقلت عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية ان اطلاق الخمسة تمّ بغض النظر عن دعوى الاستئناف. وقال مسؤول أمني رفيع ل"معاريف" ان قرار اطلاق الخمسة هو "استكمال لخطوة الهدنة ويشكلان معاً نافذة جديدة فتحتها اسرائيل في اتصالاتها مع حزب الله، والشكر للألمان".