نيويورك - د ب أ - خلصت نظرية جديدة إلى أن وباء الايدز قد يكون مرده إلى عبوة مصل شلل الاطفال تلوثت بفيروس هذا المرض مما يعزز المؤشرات بأن جرثومة الايدز ظهرت للمرة الاولى في القردة من فصيلة الشمبانزي. ولكن وبعد مرور عشرين عاماً قضى خلالها 16 مليون شخص نحبهم بسبب الايدز، لم يستطع أخصائيو علم الامراض الاتفاق على تفسير كيفية انتقال المرض إلى الانسان. ويشير كتاب جديد يحمل اسم "النهر" إلى أن أحد الامصال الاولى التي تم تحضيرها لمكافحة مرض شلل الاطفال في الخمسينات ربما احتوت على آثار أنسجة من جسم الشمبانزي مما أدى إلى انتقال الايدز للانسان. وتلقى النظرية ترحيباً متزايداً في أوساط الخبراء، وأثنى عليها أخيراً روبين وايز أحد كتاب مجلة ساينس الشهيرة في لندن. ومؤلف الكتاب الذي يتألف من 070.1 صفحة هو الصحفي البريطاني إدوارد هوبر 48 عاماً الذي بنى نظريته على أدلة عثر عليها خلال السنوات العشر التي أمضاها في إجراء الابحاث حول أسباب الايدز. وعلى رغم الاهتمام الذي لقيته النظرية في الدوائر الاكاديمية فإنها تفتقر إلى البراهين. ولن يتسنى تقديم تلك البراهين إلا عندما تقوم الشركات التي أنتجت المصل المشبوه وهي معهد ويستار في فيلادلفيا ومختبران في بلجيكا بالافراج عن العينات المتبقية من أجل فحصها. وقد أعربت ويستار بالفعل عن استعدادها لان تخضع العينات التي يرجع تاريخها لاربعين عاماً مضت للاختبار. وإن كانت اشترطت الموافقة على هيئة من الخبراء المستقلين للقيام بتلك الاختبارات وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز. وأحد الاهداف التي ينتظر تحقيقها من الفحص، عزل الجرثومة الاصلية للايدز والموجودة في المصل. ويعد فيروس "إس آي في-1" الجد السابق لفيروس "إتش آي في-1" وهو النسخة البشرية المسؤولة عن أغلبية حالات الاصابة بالايدز في العالم. ومن الاهداف الاخرى تحديد فصيلة الشمبانزي التي وجد نسيجها في مصل شلل الاطفال. فقد اكتشف هوبر خلال أبحاثه المكثفة أن مجموعة من قردة الشمبانزي وقعت في الاسر في منتصف الكونغوزائير سابقا في الخمسينات وأجريت عليها أبحاث عدة. ويبني هوبر نظريته على كون الحالة الموثقة الاولى للاصابة بالايدز والتي لم يكشف النقاب عنها إلا مؤخراً حدثت في عام 1959 وكانت لرجل من كينشاسا عاصمة الكونغو البلجيكية حينذاك. وكان الملايين من الاشخاص في المنطقة التي تعرف حالياً بالكونغو ورواندا وبوروندي قد تلقوا مصلاً أمريكياً - بلجيكياً ضد شلل الاطفال في الفترة بين عامي 1957 و1960.