طلبت الحكومة البريطانية من السلطات النمسوية اخضاع اصولي مصري سبق ان اتُهم في قضايا تتعلق بنشاط جماعة "الجهاد" المصرية التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري للتحقيق في شأن علاقات له بشبكة اسامة بن لادن وعناصر مصريين محتجزين حالياً في بريطانيا. وقال محمد عبدالرحمن بلاسي عشري الفار من تنفيذ حكم غيابي صدر ضده العام 1996 من محكمة أمن الدولة المصرية بالاشغال الشاقة لمدة 15 سنة والمقيم في النمسا منذ العام 1995، انه تسلم إخطاراً رسمياً باخضاعه للتحقيق بناء على الطلب البريطاني لكنه نفى ان يكون له أي صلة بابن لادن. واشار الى ان التحقيق معه سيتم خلال ايام. وكانت محكمة نمسوية رفضت الاسبوع الماضي طلباً مصرياً لتسليم عشري على اساس ان الادلة التي قدمت لتبرير الطلب غير كافية، وهو ينتظر البت في قضية اخرى رفعها للطعن في قرار اصدرته النمسا برفض منحه اللجوء السياسي. واتهم عشري في اتصال هاتفي اجراه مع "الحياة" في القاهرة، الولاياتالمتحدة "بالضغط على الحكومة البريطانية ودول اوروبية اخرى لتصفية الاسلاميين ومطادرتهم أينما كانوا"، مشيراً الى ان الطلب البريطاني ربط بينه وبين اثنين من الاصوليين المصريين هما ابراهيم عيدروس وعادل عبدالمجيد المحتجزان في سجن بريطاني على ذمة قضية تنظر فيها محكمة هناك لبتّ طلب قدمته واشنطن لتسليمهما بزعم انهما أرسلا بيانات تحمل توقيع "الجيش الاسلامي لتحرير المقدسات" الى وسائل الاعلام لتبني عمليتي تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام في اب اغسطس 1998. وأضاف عشري ان السلطات النمساوية ابلغته بأن البريطانيين قدموا صوراً من اوراق زعمت انها بخط يده ضبطت مع عيدروس وعبدالمجيد اضافة الى تسجيلات صوتية لمكالمات جرت بينه وبينهم، لكن عشري نفى ان تكون له صلة تنظيمية بأي من الاصوليين المصريين المقيمين في بريطانيا أو في دول أخرى، موضحاً انه يمت بصلة قرابة الى اسلامي مصري مقيم في بريطانيا هو احمد حسن ربيع الذي كان اعتقل ضمن حملة شنتها الشرطة البريطانية ضد عدد من الاصوليين المصريين المقيمين على اراضيها العام 1997 وأُطلق في وقت لاحق، ورجح عشري ان يكون تنسيق امني تم بين مصر واميركا وبريطانيا للايقاع به بعد رفض طلب تسليمه الى مصر. ونفى أن يكون التقى في البانيا، التي وصلها العام 1994 بعد خروجه من مصر بأي من اقطاب تنظيمي "الجهاد" أو "القاعدة".