قبل ان تحقق الرياضية السورية غادة شعاع انجازها التاريخي وتصبح بطلة العالم في الدورة الاولمبية في اتلانتا العام 1996، وفي زمن قياسي، حققت انجازين كبيرين، ففازت بالميدالية الذهبية للمسابقة السباعية في بطولة العالم لالعاب القوى في مدينة غوتنبرغ السويدية، وفازت بالذهبية في البطولة العربية لالعاب القوى في الوثب الطويل على الرغم من اصابتها. وبعد هذين الانجازين توقع المراقبون الرياضيون انها ستكون بطلة العاب القوى في دورة الالعاب الاولمبية وهكذا كان. سنتجاوز جميع ما طرح حول هذه البطلة الفريدة من اجتهادات وآراء وتحقيقات واستطلاعات وارقام وتوقعات ونقف هنا مع بيبلوغرافيا استقرائية لهذه الفتاة التي ولدت في سنة 1973 في بلدة محردة في ريف محافظة حماة السورية لتدهش العالم وهي تمارس عدة انواع من الرياضة، وبتفوق، مثل سباق المئة متر، والوثب العالي، ورمي الكرة الحديدية، وسباق المئتي متر، والوثب الطويل، ورمي الرمح وسباق 800 متر. سبعة انواع من الالعاب الرياضية الصعبة جمعت فيها 6651 نقطة في حين حصلت الثانية، منافستها، على 6575 نقطة، فتوجت بطلة العالم وسط هتاف وتصفيق 40 الف متفرج. ولم يكن في هذا الفوز الكبير، ومثل الفوز التالي اي مصادفة او حظ، او مفاجأة، بل كان نتيجة جهد كبير، وتدريبات قاسية، وطموح مشروع، واصرار على الفوز. مؤشرات البداية: توجهت غادة الى العاب القوى في سن مبكرة، وفازت في سباق الضاحية للشابات وهي في سن الخامسة عشرة. اتقنت رياضات الجري والوثب، وكرة السلة. ثم فازت باكثر من رقم قياسي سوري في اكثر من لعبة. هجرت كرة السلة على الرغم من انها كانت بطلة المنتخب لتتفرغ لالعاب القوى، لانها كانت تجيد الجري والرمي والوثب، وجهها مديرها الروسي باريز فويتش الى السباعي. فكانت اول مشاركة سباعية محلية في حلب وسجلت 4115 نقطة فحطمت رقماً عمره 13 سنة. توجت بطلة للعرب العام 1990، ثم توجت بطلة للدورة العربية العام 1992. وكانت اول مشاركة عالمية لها في بطولة العالم في طوكيو العام 1991 حيث سجلت 5221 نقطة. وبعد ان نالت برونزية بطولة آسيا في ماليزيا، حلت ثانية في دورة المتوسط في فرنسا، ثم سجلت في دورة العاب النوايا الحسنة في مدينة سان ببيترسبرغ 4361 نقطة. وفازت بعد ثلاثة اشهر بذهبية دورة الالعاب الآسيوية في هيروشيما 6360 نقطة. وفي ايار مايو 1995 سجلت في دورة هويتش الدولية في النمسا، افضل رقم عالمي للعام 1995، وهو 6710 نقاط. بعد ان اشرف على تدريبها الروسي كيم بوخانتسيف، طورت ارقامها في الرمي من 53 الى 55 متراً في الرمح، ومن 17.14 الى 19.15 متر في الكرة الحديدية، وفي الوثب الطويل من 31.6 متر الى 80.6 متر، ووصلت الى 84.1 متر في الوثب العالي. واتت الشهرة مع الانتصارات، فانهالت عليها عقود الاحتراف من الشركات العالمية باغراءات مادية عالية، رفضتها مؤكدة انها تنتفع بالدعم الكامل من وطنها سورية ولا يعوزها المال. اكدت انها لا تخشى اية منافسة او لاعبة، ولكنها "تعمل حساباً" للجميع وتعتبرهن ممتازات. وبدأت تركز على اسلوب التدريب ليصبح تخصصاً الى اعلى درجة، ولتجاوز اي نقص في الأداء ودخول دورة اتلانتا بثقة كبيرة واستعداد تام. طموحها ان تتجاوز حاجز ال7000 نقطة وتحطيم الرقم العالمي المسجل باسم كيرسي وهو 7291 نقطة. وقد تلقت عروضاً للتدرب في اوروبا والولايات المتحدة وكندا، فردت بأنها ستقسم وقت التدريب بين اوروبا وسورية "لأن لدينا احدث الاجهزة والملاعب في اللاذقية". تقول عن مواصفات لاعبة السباعية: "يجب ان تكون طويلة، ممشوقة القوام تتميز بالقوة والسرعة وخفة الوزن". والى اليوم، ليس في الوطن العربي لاعبة سباعية متميزة تقاربها في المؤهلات. وهي متفرغة للرياضة على الرغم من انها موظفة في المحطة الحرارية بقرية محردة. وعندما تعود الى سورية بعد فترات التدريب او المشاركة في المباريات الدولية، تقسم اوقاتها بين التدريب والاهتمام باسرتها. واكثر من تحب من زميلاتها الرياضيات العربيات، نوال المتوكل وحسيبة بولمرقة وزهرة بو عزيز. وهي الى الآن عازبة، وتطمح مثل اي فتاة الى الزواج وانجاب الاطفال. * كاتبة وصحافية سورية.