السيد المحرر، أود التعليق على ما كتب محمد عارف تحت عنوان "شركات الهاتف والانترنت هل تدفع ديونها للصحافة؟" في الصفحة الأولى من "الحياة" يوم الجمعة 10/12/99، نقلاً عن صحيفة بريطانية عن مطالبة الصحف التي دخلت مجال النشر على الانترنت، بجانب طبعاتها الورقية، لشركات الاتصال بدفع نسبة مما تستحصله هذه الشركات من القراء الذين يطلعون على هذه الصحف بالانترنت، لأن ارباح الشركات تزداد بسبب قراء هذه الصحف. والطريف بالموضوع ان محمد عارف يرى ان الصحف العربية و"الحياة" خصوصاً ايضاً تدخل ضمن قائمة هذه الصحف التي تسبب الزيادة الهائلة في ارباح شركات الاتصالات، مثلها مثل "الغارديان" و"التايمز". اعتقد ان هذا الكلام يمثل مناسبة ممتازة لمناقشة وضع الصحف العربية، خصوصاً التي تصدر في أوروبا. آن الأوان للصحف العربية ان تدرك انه وبعد هذا الانتشار السريع للانترنت، انها لم تعد المصدر الأساسي ولا الوحيد للقارئ العربي اينما وجد، سواء في الدول العربية او حتى في اليابان او باكستان. وذلك لأسباب كثيرة، ربما اذكر بعضها كقارئة: 1 - الموضوعية والصدقية في ما ينشر ومن دون قصد المقارنة مع الصحف الاجنبية، فالسؤال هو ما هي الصحف التي يبدأ السيد رئيس التحرير يومه ليعتمدها كمصدر موثوق لمعلوماته، الغارديان والتايمز والصحف الاجنبية الاخرى، ام الصحف العربية؟ 2 - نوعية ما ينشر من مواضيع، باختصار شديد لهذه النقطة، انا وزوجي كقراء، يومياً نطلع على اربع صحف عربية عبر الانترنت، ولا يستغرق تصفّحها كلها اكثر من عشر دقائق، او ربع ساعة - عندما تكون خطوط الشبكة مزدحمة - لأننا في الحقيقة لا نجد ولا يجذبنا فيها شيء أبعد من العناوين. 3 - عرض وتبويب الصحيفة. فالتصميم والاخراج والعرض عبر الانترنت صار علماً قائماً بذاته، بينما لا تزال معظم الصحف العربية التي تصدر على الانترنت تجهل هذه الحقيقة. فأغلبها لا يزال يعرض بواسطة برنامج الاكروبات صورة كاملة للصفحة لا يمكن طباعة اي من مقالاتها منفرداً على الطابعة. ولا يوجد فهرس واضح ولا ثابت لهذه الصفحات. ففي "الحياة" مثلاً، الفهرس مكتوب برموز وأرقام، هي اختصارات لعناوين الصفحات وأرقامها في الصحيفة نفسها مضافاً اليه التاريخ، وغالباً ما يظهر التاريخ ورقم الصفحة فقط، بينما صفحات "الحياة" تنتقل يومياً من مكان الى آخر، كأنها تطير على اجنحة ولا تستقر في مكان. فالصفحة الثقافية دائمة التنقل من صفحة 17 الى 22 ثم الى 18، او غائبة عندما لا تجد مكاناً تحطّ عليه. وكذلك ملحق "آفاق" الذي هو في صراع دائم إما مع الرياضة او الاعلان، وكأن القارئ العربي لم يعد بحاجة للثقافة. وأخيراً، ليس من العدل مقارنة اسعار الصحف العربية مع اسعار الصحف البريطانية التي تطالب شركات الاتصال بدفع نسبة من ارباحها، اولاً لأن هذه الصحف تبيع ويقرأها الملايين على الانترنت، ثانياً ان "الغارديان" على سبيل المثال تصدر يومياً ب120 صفحة، مليئة بالاخبار والمواد الثقافية والأدبية والاجتماعية والرياضية والدراسات والتحقيقات الخاصة وجميعها بمستوى عال وتعتبر مصدراً للحقيقة، وسعر العدد اليومي هو 45 بنساً، بينما سعر "الحياة" 120 بنساً. اضافة الى ان "الغارديان" وبقية الصحف البريطانية تباع للطلبة في الجامعات والكليات بسعر مخفض هو 15 بنساً. ليدز - فدوى فاضل ة