اظهرت النتائج الأولية للانتخابات الاشتراعية الروسية تغييرات جوهرية في الخريطة السياسية للبرلمان. وانحسر النفوذ الواسع الذي كان يتمتع به الشيوعيون لمصلحة كتلة "الوحدة" الموالية للكرملين التي صعدت بشكل مفاجىء من الصفر الى المرتبة الثانية بعد الكتلة الشيوعية. وحلت في المرتبة الثالثة كتلة "الوطن كل روسيا" بزعامة يفغيني بريماكوف ويوري لوجكوف الذي اثبت نفسه محافظاً بلا منازع للعاصمة موسكو، ما دفع الرئيس بوريس يلتسن الى الاعتراف بفوز الاخير، مبدياً احترامه لخيار سكان العاصمة. راجع ص 7 واجمع المراقبون على ان الانتصار الحقيقي في الانتخابات هو لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي وصف نتائج الاقتراع بأنها "انتصار مهم للجميع". وتفاخرت اوساط الكرملين بالفوز الذي حققته كتلة "الوحدة". وذهبت الى حد الحديث عن "ثورة سلمية" حدثت في روسيا، مبدية اطمئنانها الى نشوء اجواء تعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية مستقبلاً. واشار المراقبون الدوليون للانتخابات في بيان أصدروه امس الى وقائع تدل على تدخل السلطة التنفيذية في العملية الانتخابية. الا انهم خلصوا الى انها "جرت عموماً في روح من التنافس والتعددية". واعترف المراقبون بان "النزاع في الشيشان أثّر على الانتخابات من دون أدنى شك". ورغم تخوف بعض المراقبين مما وصفوه ب"برلمان معلق" نظراً الى افتقاد اي من القوى الممثلة فيه للنفوذ المطلوب، فإن اوساط رجال الاعمال تفاءلت بتراجع نفوذ الشيوعيين واعتبرته خطوة اولى في طريق استرداد الاقتصاد الروسي عافيته.