هدد رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف باستقالة حكومته إذا رفض البرلمان المصادقة على الموازنة التي قدمها أمس الخميس، فيما أكد الرئيس بوريس يلتسن ضرورة "التخلص من مخدر" القروض الأجنبية. واعتبر ان من غير اللائق ان تستمر روسيا في العيش على "الحقنة" الخارجية. وغدت المواجهة مع الهيئة الاشتراعية أهم معركة يخوضها بريماكوف منذ توليه منصبه قبل أكثر من مئة يوم. وقبل أن يتوجه الى البرلمان، اجتمع مع رئيس الدولة. وقال: "اننا لن نبقى" إذا لم تقر المؤشرات الأساسية للموازنة التي وصفها بأنها "صارمة ولكن من دون خداع". وذكر ان اقرارها سيعزز واقع موسكو في التفاوض مع صندوق النقد الدولي. وأوضح ان الحكومات السابقة كانت تستخدم القروض لسد ثغرات في الموازنة فيما الوزارة الحالية تريد فقط استخدام الأموال لتسديد الديون السابقة. وتنص الموازنة على ان تكون النفقات في حدود 575 بليون روبل والمداخيل 473 بليوناً أي بعجز قدره 2.53 في المئة، وتنوي الحكومة سده باصدار سندات وبيع جزء من ممتلكات الدولة والحصول على قروض. وأوضح وزير الاقتصاد اندريه شابوف ليانتس ان الموازنة وضعت على أساس ان سعر صرف الدولار سيكون في حدود 21.5 روبل، وان التضخم لن يتعدى 30 في المئة. واعتبر عدد من الاقتصاديين هذه التقديرات "مبالغة في التفاؤل". وخلافاً للسنوات الماضية فإن المعارضة اليسارية لم تحاول استخدام المصادقة على الموازنة كورقة للمساومات السياسية واعلنت سلفاً انها ستوافق عليها. إلا أن مجلس الفيديرالية الشيوخ الذي يضم قادة الاقاليم طلب من مجلس الدوما النواب ارجاء المصادقة لحين موافقة الحكومة على نسبة جديدة لاقتسام الضرائب بين المركز والوحدات الاقليمية. وبناء على هذا الطلب قرر الشيوعيون، وهم أكبر كتلة في البرلمان، ارجاء التصويت حتى الاسبوع المقبل. ولكن بريماكوف دعا الى اجتماع طارئ حضره قادة الكتل البرلمانية وأقطاب مجلس الشيوخ لحل الاشكال. وذكر رئيس مجلس الفيديرالية يغور سترويف ان رئيس الوزراء مستعد ل "تنازلات" وأضاف ان قادة الاقاليم "لن يفرطوا بالحكومة" وأكد ان أي وزارة تأتي بدلاً منها "لن تصمد". وبعد موافقة الوزارة على ادخال تعديلات على المشروع، سحب مجلس الفيديرالية اعتراضاته وأكدت غالبية الكتل في مجلس الدوما تأييدها للموازنة. يلتسن وفيما كان بريماكوف يخوض معركته في البرلمان اجتمع يلتسن الى مسؤولي أكبر القنوات التلفزيونية ليقول ان "وسائل الاعلام تحت حمايتي". وأضاف ان الاعلام قوة و"كل هياكل القوة تحت قيادة الرئيس". ومن دون ان يسمي الشيوعيين تحديداً قال ان "هناك من لا تريده" في البرلمان القادم لكي "لا تعود روسيا الى الوراء". وتابع انه سوف يستخدم نفوذه "للتأثير من أجل ان يكون الرئيس القادم جديراً بروسيا". ووجه يلتسن انتقاداً الى "من يستبق الأمور ويتصور نفسه رئيساً منذ الآن" وواضح ان المقصود هو محافظ موسكو يوري لوجكوف الذي شكل حركة باسم "الوطن" لخوض الانتخابات الرئاسية. وطلب يلتسن من وسائل الاعلام ان "تنبه المتغطرس" الذي قال انه يتصرف كرئيس قبل سنة ونصف السنة من انتهاء تفويض الحاكم الحالي.