حقق مشروع الجامعة العربية المفتوحة تقدماً حاسماً بعدما وافق 95 في المئة من البلدان العربية على المشاركة فيه. وقدرت قيمة الدراسات الفنية التي استكملت أخيراً تمهيداً للانتقال لإنشاء الجامعة بمليوني دولار. وبدا صاحب فكرة الجامعة المفتوحة الأمير طلال بن عبدالعزيز متفائلاً بسرعة انجاز المشروع في الفترة المقبلة "بعدما باتت الدول العربية التي كانت متحفظة على الفكرة لدى انطلاقها تتنافس على طلب استضافة الجامعة ومتحمسة للاتصال بالجامعة العربية والهيئات الأخرى المكلفة متابعة المشروع". وستحال الدراسات على المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاليكسو والجامعة العربية لتنسيق الخطوات المقبلة. لكن لم يتم اختيار المقر الرئيسي للجامعة المفتوحة حتى الآن، إلا أن كل بلد مشارك في الجامعة سيستضيف فرعاً من فروعها. ويقلل المتابعون للمشروع من أهمية المقر المركزي كونه سيكون شكلياً لأن كل فرع سيكون له استقلاله ومؤسساته وان كان جزءاً من الجامعة الأم على صعيد المقررات والمناهج. وسيستفيد مشروع الجامعة العربية المفتوحة كثيراً من تجربة الجامعة البريطانية المفتوحة والتي لديها فروع في بعض البلدان العربية. وقال الأمير طلال ل"الحياة" مثلما يذهب الطلاب السعوديون إلى مكاتب السفارة البريطانية في الرياض لاجراء الاختبارات كل ثلاثة أشهر وينتقلون مرة في السنة إلى لندن لاجراء الاختبارات النهائية، فستتولى فروع الجامعة العربية المفتوحة استقبال الطلاب في بلدانهم في أوقات الاختبارات فقط، ويعتزم المسؤولون عن الجامعة العربية المفتوحة التوقيع على اتفاق تعاون مع الجامعة العربية للاقتباس من تجربتها "حتى تكون بداياتنا صلبة ولا تتعثر الخطى منذ المراحل الأولى". أبعد من مجرد إقامة جامعة جديدة تضاف إلى الجامعات القائمة في العالم العربي، يعتقد أصحاب المشروع أن أوروبا نجحت في تحقيق التقدم في جميع المجالات لأنها اعتمدت اللامركزية منهجاً في الحكم، وأعطت بالتالي دوراً كبيراً للجمعيات الأهلية حتى باتت في بعض البلدان الغربية هي المرتكز الأساسي للمجتمع المدني. ومن هذا المنظور يسعى مشروع الجامعة العربية المفتوحة إلى تجاوز الدور التقليدي للجامعات الحكومية ان على الصعيد المؤسسي أو على صعيد المناهج التربوية عموماً. أما الركن الثاني الذي يعتبرونه ضرورياً لنجاح المشروع، فهو تمكين نصف المجتمع، أي المرأة، الذي لم تتح لها فرصة الوصول إلى المرحلة الجامعية في إطار النظام التعليمي الحكومي من ادراك التحصيل الجامعي بواسطة نظام الجامعات المفتوحة التي ستدخل للمرة الأولى إلى المجتمعات العربية. وأشار الأمير طلال إلى أن "كثيراً من المنغلقين الذين كانوا يرفضون تعليم بناتهم صاروا يرسلونهن للدراسة في الخارج بعدما اكتشفوا قيمة العلم والتحصيل". وشدد خبراء شاركوا في وضع دراسات الجامعة العربية المفتوحة على ان العالم العربي الذي يتعرض لرياح العولمة الاقتصادية "سيجد نفسه يواجه العولمة الاجتماعية والسياسية في المرحلة التالية، مما يستوجب الاستعداد منذ الآن لتلك الاستحقاقات لتطوير أنظمتنا التربوية ومناهجنا ومؤسساتنا التعليمية". وأكدوا ان جميع مراحل التعليم من الروضة إلى الجامعة تحتاج إلى المراجعة والتطوير المستمرين حتى لا ننقطع عن مواكبة التقدم والانتماء للعصر.