سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير طلال: بناء الإنسان أكثر ما تحتاجه مجتمعاتنا العربية والاستثمار فيه هو رأسمال الأوطان في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمير تركي بن طلال في حفل الجامعة المفتوحة ببيروت
احتفلت الجامعة العربية المفتوحة اليوم في بيروت بتخريج دفعة جديدة من طلابها. وحضر الاحتفال نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند) ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز ووزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان بهية الحريري ووزير الثقافة اللبناني تمام سلام ووزير الدولة خالد قباني. كما حضر الاحتفال القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان عادل بن عبد الرحمن بخش وعدد من المسؤولين. وقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز كلمة للخريجين ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز قال فيها «أزف أجمل التهاني إليكم بناتي وأبنائي بوصولكم هذه اللحظة الفاصلة في حياتكم التي تبدؤون منها مرحلة العطاء والإبداع وتحقيق الذات بالإسهام في تقدم مجتمعكم». وأضاف «أرجو أن استميحكم عذرا للظروف القاهرة التي حالت دون أن أكون بينكم اليوم في هذه المناسبة العزيزة على نفسي وتعلمون أن هذه الاحتفالية أعدننا لها من قبل لكنها تأخرت للأسباب التي يعلمها الجميع». وتابع «الجامعة العربية المفتوحة جزء من نسيج المجتمع وأبناؤها وبناتها الطلاب يستشعرون بمسؤولية وبوطنية الظروف التي تمر بها بلادهم ويتفاعلون معها وينفعلون بها وكذلك كانوا إبان العدوان الإسرائيلي الذي طال لبنان المسالم». وأردف «تقديرنا أن هذه المناسبة ليست فقط احتفاء بخريجي الدفعة الثانية في الجامعة العربية المفتوحة ولكنها أيضا تكريم لكل مؤسسات التعليم في لبنان دارسين وهيئات تدريس لما يبذلونه من جهود في مواجهة الهدم بالبناء ومحاولات بذر اليأس بغرس الأمل وبإعداد أجيال المستقبل ليبقى لبنان باستمرار منارة للفكر والمعرفة ويستعصي على المؤامرات». ورأى أن «أكثر ما تحتاجه مجتمعاتنا العربية هو بناء الإنسان مشيرا إلى أن الاستثمار في الإنسان هو رأسمال الأوطان الباحثة عن موطىء قدم بين الأمم التي اتخذت لنفسها مكانة في التاريخ وبناء الإنسان ولا يكون بغير صون حقوقه وتمكينه من العيش الكريم بتوسيع الخيارات أمامه ومده بما يعينه على تطوير قدراته ليعايش تغيرات الزمان بوعي». وأكد أن «التعليم هو أهم المدخلات لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي في مسيرة الشعوب وهو المتغير الثابت في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا بل هو المؤشر الأكثر شفافية في قياس مستويات التنمية». وتابع سموه «من هنا فإننا في برنامج الخليج العربي (أجفند) نضع قطاع التعليم في طليعة الأهداف ومعظم المشروعات الكبرى التي انبثقت عن (أجفند) مثل مركز المرأة للتدريب والبحوث والمجلس العربي للطفولة والتنمية وبنك الفقراء ومشروع رياض الأطفال وتنمية الطفولة المبكرة موصولة بمحور التعليم والجامعة العربية المفتوحة التي نسعد بسعة انتشارها التي هي عقد فريد في هذه السلسلة وما هذا الحفل إلا أحد الشواهد». ولفت الانتباه إلى أن «الحديث عن الجامعة العربية المفتوحة لا يمل على الأقل من جانبي لأنه حلم راودنا أمدا وتحقق بفضل الله ثم بتفهم كوكبة من الخبرات العربية التي تقرأ جيدا مآلات أمتنا في الصراع من أجل أن تكون أو لا تكون». ومضى إلى القول «لقد تم التخطيط للجامعة وبرامجها بوعي كامل بحقائق الواقع العربي وباستحضار لمعوقات التنمية». وزاد قائلا «بعون الله وتوفيقه مضت الأمور في الاتجاه الذي يأمله المراهنون على نجاح تجربة الجامعة العربية المفتوحة وها هي في أقل من ست سنوات تحقق أهدافا كان أكثر المتفائلين يتوقعها بعد عقود موضحا أن عدد الدارسين بلغ سبعة وعشرين ألفاً وثلاثمائة طالب وطالبة وزادت الفروع إلى سبعة بعد اعتماد فرع سلطنة عمان وفي الطريق فرع اليمن وفرع فلسطين». وأضاف «يسرنا أن نزف إليكم بشرى المراحل الكبيرة التي قطعناها في تنفيذ مشروع مباني الجامعة وهنا في لبنان تم شراء الأرض وشرعنا في إعداد التصاميم الهندسية للبدء في تشييد المباني قريبا جدا إن شاء الله». وأردف «لقد كان التحدي الأكبر عند الشروع في تأسيس الجامعة العربية المفتوحة أن تكون إضافة نوعية للتعليم العالي العربي ولا تصبح عبئا يسهم في ظاهرة الشهادات الجامعية التي تنتج البطالة الظاهرة والمقنعة». وأكمل «للحقيقة أن القائمين على الجامعة كانوا في مستوى هذا التحدي فقد كان همنا البحث عن عوامل التميز وإيجاد التخصصات والبرامج الدراسية التي تقدم مخرجات يحتاجها سوق العمل». وتابع «لا بد أن نشير إلى أن ضربة البداية كانت موفقة وهي الاتفاق مع الجامعة البريطانية المفتوحة للاستفادة من المناهج والبرامج والمواد والحقوق الفكرية الخاصة بهذه الجامعة المرموقة ولتكون مرجعية للشهادات والدرجات العلمية التي تمنحها الجامعة العربية المفتوحة من خلال برنامج مقنن للاعتماد يتضمن الإشراف على تنفيذ البرامج الأكاديمية وتقويمها». وأضاف سموه «لقد لمسنا هذه النتائج المثمرة في المواقع المتقدمة للجامعة بين مؤسسات التعليم العالي العربي وتوقيع اتفاقيات تعاون ومشاركة في مشروعات مميزة مثل مذكرة التفاهم مع جامعة هارفارد الأميركية لتدريب المعلمين والترتيبات الجارية للاتفاق مع جامعة هلسنكي في جمهورية فنلندا حول تأليف المناهج وتطويرها ومع مؤسسة راشد بن مكتوم لتقديم برامج إدارة الأعمال باللغة العربية». وأشار إلى أن «التحدي الآخر والأهم هو التطور وزيادة ربيع النجاح وهذا ما نعمل له في مقر الجامعة وفي الفروع بالمحافظة على مبدأ النوعية والموازنة بينه وبين الإقبال المتزايد على برامج الجامعة». وخاطب الخريجين قائلا أتوجه إليكم بالتهنئة وأتمنى لكم دوام النجاح والتقدم في مسيرتكم العملية. من ناحيتها ألقت مديرة الجامعة العربية المفتوحة في لبنان الدكتورة فيروز فرح سركيس كلمة أعربت فيها عن شكرها لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز على ما يبذله من جهد وما يقدمه من دعم للجامعة وقالت كم كانت فرحة سمو الأمير كبيرة اليوم وهو يرى نتائج جهد وتحقيق هدف عمل من أجله منذ أكثر من عشر سنوات. وتوجهت إلى الخريجين بالقول «تحملون اليوم شهادة تقول إنكم أكملتم المرحلة الجامعية الأولى بنجاح لقد استحققتم هذه الشهادة لأن تقييمكم خلال أربع سنوات لم يكن فقط من داخل الجامعة بل من قبل ممتحنين خارجيين وبالتحديد بريطانيين». وأضافت «لقد ساعدنا في تسليحكم بسلاح المعارف والمهارات غير أن هذا لا يكفي فانتقالكم إلى سوق العمل يتطلب قدرتكم على التعلم المستمر وقد أسهمت الجامعة بحسب طبيعة نظامها في تدريبكم على التعلم الذاتي وهو حجر أساس في استيعاب كل جديد في بيئة العمل». تلا ذلك كلمة الخريجين ألقتها الطالبة المتفوقة سلوى باسم السوقي شكرت خلالها باسم الطلاب الخريجين صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز على الفرصة التي أتاحها أمام الطلاب ليتمكنوا من تحصيل العلم والمعرفة. عقب ذلك قام صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز ووزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان بهية الحريري بتوزيع الشهادات على الخريجين.