يشهد الملعب الأولمبي بالمنزه، إحدى ضواحي تونس، اليوم، مباراة الاياب من الدور النهائي لدوري ابطال الاندية الافريقية في كرة القدم بين الترجي التونسي والرجاء البيضاوي الذهاب 1-1 في الدار البيضاء. وهو رهان ثلاثي في ابعاده المغاربية والافريقية والعالمية. وبعد تعادل 1-1 في حجم الانتصار في الدار البيضاء في مباراة الذهاب، يسعى الترجي التونسي الى تأكيد الزعامة المغاربية للكرة التونسية حيث سبق للنجم الساحلي أن احرز كأس الاتحاد الافريقي على حساب الوداد البيضاوي... ويسعى الى انتزاع أهم لقب افريقي وهو كأس ابطال الدوري التي ستكون جسراً نحو الاشتراك في كأس اندية العالم الاولى من 5 الى 14 المقبل في البرازيل. واذ توج نادي أوريكس دوالا الكاميروني بأول كأس لابطال الدوري عام 7019 فان الاسماعيلي المصري كان اول فريق عربي يحظى بهذه الكأس عام 1969. وبدأت مسيرة الترجي الافريقية في مطلع السبعينات، ولكنه انتظر الى 11 كانون الأول ديسمبر 1994 ليفوز بأول كأس لأبطال الدوري امام الزمالك المصري بثلاثية نظيفة، لتبدأ معها مسيرة التتويجات بالكأس الافرو - آسيوية عام 1990 وكأس الاتحاد عام 1997 وكأس الكؤوس عام 8199، ليضرب موعداً مع التاريخ في نهاية السنة الحالية والألفية، قبل شهر من لقاء أندية العالم. وشهدت شوارع تونس حركة غير عادية استعداداً للقاء غد، بعد خيبة الأمل التي تذوق طعمها كل التوانسة اثر هزيمة النادي الافريقي في نهائي كأس الكؤوس امام افريكا سبور العاجي نهاية الاسبوع الماضي. واستعاد التوانسة توازنهم وكثفوا تحضيراتهم لهذا النهائي غير العادي. وسجلت تحضيرات الترجي في معسكره المغلق حضوراً دائماً ومكثف لرئيس النادي سليم شيبوب الذي يسهر على ادق التفاصيل، وقرر منع اجراء اي اتصال باللاعبين ولو بالهاتف دعماً للانضباط والتركيز، كما عرف الملعب الأولمبي بالمنزه تحضيرات غير عادية لهذا النهائي لأن ال45 الف تذكرة نفدت كلها تقريباً بالرغم من غلاء اسعارها التي تراوحت ما بين 10 و150 دينارا،ً ولبس الملعب حلة جميلة طغى عليها اللونان الأحمر والأصفر، اللون المميز للترجي. كما عرفت الصحافة والاذاعة والتلفزيون التونسي استنفاراً استثنائياً، ولأول مرة منذ كأس امم افريقيا عام 96 يجهز ملعب المنزه ب13 كاميرا، وتوافدت التلفزات الاجنبية على البلاد بشكل لم تعرفه في احداث كبرى اخرى غير بعيدة. وفي الحقيقة ان هذه الاستعدادات الكبيرة والطموح لنيل هذا التتويج تجسد ارادة رئيس النادي سليم شيبوب، الذي يدرك حجم الرهان جيداً. فالترجي سيكسب من الفوز 500 الف دينار، ثم يضاف اليها قرابة 2,5 مليون دولار عند المشاركة في كأس اندية العالم، وهذه الأموال مهمة لدعم مسيرة الترجي الاحترافية، كما ان "سي سليم" يسعى الى تعزيز رصيده من التتويجات منذ اعتلائه رئاسة الترجي في بداية التسعينات والتي استقرت على 6 بطولات و4 كؤوس محلية وبطولة وكأس عربية و5 تتويجات افريقية وتتويج افرو - آسيوي، وهي أفضل حصيلة لرئيس النادي منذ رجل التأسيس الشاذلي زويتن في بداية القرن. يدرب الترجي يوسف الزواوي، وهو يعتمد في الهجوم على الشاب علي الزيتوني والنيجيري اغوييه فضلاً عن الحارس شكري الواعر وماهر الكنزاري ووليد عزيز وخالد بدرا. ويدرب الرجاء الارجنتيني لويس اوسكار فوللون، وهو معروف بالحذر باعتبار أن فريقه سجل 4 أهداف فقط في مبارياته السبع السابقة، وسيكون صعباً عليه ان يحرز الكأس التي كانت من نصيبه عامي 89 و97.