الخرطوم، جنيف، واشنطن - استنكر السودان خطوة اميركية محتملة لتقديم مساعدات غذائية ل"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق ووصف هذه الخطوة بأنها بمثابة اعلان للحرب. وأعربت الأممالمتحدة التي تنفذ برنامجاً انسانياً واسعاً في السودان عن قلقها من ان تصبح هدفاً عسكرياً اذا زوَّدت واشنطن المتمردين الجنوبيين بالاغذية مباشرة وليس عن طريق برنامج "شريان الحياة". ونقل عن وزير الاعلام غازي صلاح الدين قوله ان ما اعلنه الرئيس الاميركي بيل كلينتون عن تقديم مساعدات غذائية "لحركة متمردة هو تصرف اميركي غير مسؤول". واوضح ان الخرطوم "تنظر الى هذه الخطوة باعتبارها اعلان حرب". وصرح مسؤولون اميركيون الاثنين بأن من السابق لأوانه معرفة ما اذا كان البيت الأبيض سيستغل القانون الجديد لتقديم مساعدات غذائية لمتمردي جنوب السودان. وقال صلاح الدين ان "ما اعلن يمثل انتهاكاً للقوانين الدولية ولسيادة السودان". وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية الاسقف غبريال روريك "موقف ادارة كلينتون يجب ان يكون محايداً". وإذا كانت ستقدم الطعام للجيش الشعبي فعليها ان تفعل بالمثل مع القوات الحكومية". وأعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة انه "قد يحدث خلط بين طائرات الاغاثة ونقاط التوزيع التابعة للأمم المتحدة وتلك التابعة للولايات المتحدة ما يشكل خطراً على عملية الاغاثة" التي يقوم بها منذ عشرة اعوام لإطعام 1.2 مليون شخص. وقالت الناطقة باسم البرنامج كريستيان برتيوم المتحدثة ان "قرار السلطات الاميركية يثير قلقنا لأنه قد يشكل خطراً محتملاً على عملية شريان الحياة في السودان". وأضافت في تصريح صحافي: "كل شيء يتوقف على التأثير الذي سيحدثه القرار والأهم من ذلك هو كيفية تطبيقه. فنحن لا نعرف بعد كيف سيوزع الغذاء وعلى من. وما زال هناك الكثير من الاسئلة".