في حين انتشرت المطاعم الحديثة في القاهرة مقدّمة البتزا والمأكولات السريعة والوجبات التيك اوي، مازالت مطاعم القاهرة التقليدية تصرّ على تقديم المأكولات الشعبية من كرشه ومومبار وسجق وكباب وكفته وحلويات اللحوم وكوارع وغيرها من الأكلات التي تجد إقبالاً من السياح العرب والاجانب، ويصل عددها في القاهرة نحو مئتي مطعم، لكن الاشهر منها لا يتعدى أصابع اليدين. ومن اهم هذه المطاعم التي تقدم اكلات غير تقليدية، ويرتادها السياح العرب، وبينهم مشاهير، مطعم الحاج محمد الرفاعي الكائن في حارة فتحي في السيدة زينب. ويقول صاحبه انه يقدم وجبات الكباب والكفتة والطرب والنيفة والاهم من ذلك كله "المشكل" الذي يحتوي على كل هذه الانواع، بالاضافة الى "الريش". ويقول ان "معظم رواد المطعم من الاخوة العرب ولا سيما في فصل الصيف المرتبط بالسياحة، وهم يتمتعون بأكل هذه الوجبات، التي يندر وجودها في العالم العربي. ونستقبل عدداً من الشخصيات المشهورة سنويا، فهناك من الفنانين الفنانة ميادة الحناوي ومحمد عبده وكاظم الساهر، وعدد من السياسيين. ويقول إن الكويتيين والسعوديين هم اكثر الجنسيات العربية تردداً على المطعم يليهم ابناء الامارات. اما السوريون واللبنانيون فتقل اعدادهم في الصيف، ولكنهم يزيدون في فصل الشتاء. ويصل عدد زبائن المحل في الليلة الواحدة من العرب فقط ما بين 90 و100 شخص، بالاضافة الى المصريين. ويمكن الفرد ان يتناول عشاء فاخراً مع مشروب بمبلغ لا يزيد على 25 جنيها مصرياً. اما مطعم ابو رامي، فهو الاشهر للريش والطرب ويقع في المذبح القديم في حي السيدة زينب. يقول الحاج ابو رامي: "اسعارنا لا تختلف كثيرا عن الاخرين فكيلو الريش ثمنه 48 جنيها اما المشكل كباب وكفته وغيرهما فيصل ثمنه الى نحو 69 جنيها. اما زبائن المطعم من العرب فمعظمهم من السعوديين والكويتيين والمغاربة وسبب مجيئهم الينا دون غيرنا هو الخدمة الجيدة، والطعام الفاخر الذي يصعب وجوده في الفنادق الخمس نجوم، بالاضافة الى مساحة المطعم الواسعة وهدوء المكان. وفي الحسين يوجد مطعم كبير يحمل اسم "الدهان" يقول احد اصحابه وهو زينهم حسين مرسي إن معظم الزبائن ولا سيما في فصل الصيف من دول الخليج، لاسيما من الكويت والسعودية. ويقول ان السعوديين يفضلون الحمام المشوي، بالاضافة الى الريش والكباب. والكويتيون يأكلون لحمة الرأس، والطرب، والموزة، اما المغاربة فيفضلون الكباب العادي والارز بالخلطة. ويصل عد الرواد من العرب فقط بين 100 و120 شخصاً يومياً. ومن اسباب شهرة المطعم موقعه، اذ يتوسط منطقة الازهر والحسين، على بعد امتار من خان الخليلي حيث تباع التحف والهدايا والعطور، وكذلك المنتجات الجلدية. وفي الحسين ايضاً، يوجد مطعم للكوارع ولحم الرأس يحمل اسم "حرم الحسين". ويقول صاحبه عاطف محمد عبدالله عن السائحين العرب الذين يأتون الى المطعم ان معظمهم من السعوديين والاماراتيين، والكويتيين والبحرينيين، وهم يترددون على المطعم طوال اشهر العام، وليس في فصل بعينه، فهم محبون الازدحام، ويتمتعون بالتسوق في المناطق الشعبية. اما مطعم "العهد الجديد"، فيقع في شارع السكة الجديدة جوهر القائد سابقاً في حي الازهر وهو مطعم على الطراز الحديث، يقدم السجق والطرب، كذلك لحم الرأس والممبار. ويقول صاحبه إن ابرز السائحين العرب الذين يزورون المطعم ويفضلون لحم الرأس مع الفتة وكذلك الفتة بالزبادي واللبن الرايب. وهكذا، لم تعد الأكلات الشعبية حكراً على الطبقات الشعبية في مصر، لكن اصبحت الكوارع والفتة والممبار من الوجبات التي يقبل عليها السياح لا سيما اذا كانت تقدم في جو شعبي.