ظهرت خلافات بين تيارات القيادة السياسية لجبهة "الانقاذ" امس خلال المؤتمر التأسيسي لحركة الوفاء والعدل التي يتزعمها احمد طالب الابراهيمي. فقد دعا علي جدي العضو القيادي في "الانقاذ" السلطات الى فسح المجال امام كل من عباسي مدني وعلي بن حاج للمساهمة في اخراج البلاد من الأزمة. وأوضح جدي في تصريحات على هامش افتتاح مؤتمر "الوفاء والعدل"، ان رسالة الشيخ عباسي مدني حقيقية وان لديه نصها بالتوقيع الأصلي للشيخ الموجود في الاقامة الجبرية. وأضاف ان عباسي وجه "رسالة واضحة" دعا فيها السلطات الى ان تتعامل معها بواقعية. وقال رداً على سؤال ل"الحياة" ان ما نشره احمد الزاوي، مسؤول المجلس التنسيقي، "صحيح وغير محرف". وعن التكذيب الذي قدمه القيادي الآخر في "الانقاذ" عبدالقادر بوخمخم وجود رسالة من عباسي مدني، تفادى علي جدي الدخول في حرب كلامية مع الاول. وأضاف: "انه موجود في القاعة واسألوه..". وشدد على ان "الرسالة اصلية والأفكار افكار الشيخ عباسي مدني"، مشيراً الى ان مدني "حرر الرسالة بخط صغير جداً وقد تكفل الاخوة في الخارج بإعادة كتابتها على جهاز الكومبيوتر بخط كبير من دون مساس بالنص او الافكار". وتفادى الرد على اعتقال السلطات الأمنية السيد بولمية فؤاد، الجاني المشتبه في اغتيال عبدالقادر حشاني، وسط العاصمة في 22 الشهر الجاري. غير ان تصريحات علي جدي أثارت عبدالقادر بوخمخم الذي كان بمقربة منه. اذ جدد التأكيد في تصريحات ان مدني لم يوجه اي رسالة من اقامته الجبرية. وشكك في صحة الرسالة المنسوبة اليه. واضاف "لدي الرسالة المزعومة لكنها دون توقيع. واتساءل اين توقيع عباسي لمن يزعم انها صادرة عنه". وبعدما اعتبر بوخمخم مقتل حشاني "خسارة للمصالحة الوطنية وللشعب الجزائري"، جدد تأكيده ان "مسعى الوئام المدني هو المخرج الوحيد للأزمة الدموية التي تعصف بالبلاد". وفي شأن معارضة حشاني لسعي الوئام، قال بوخمخم ان "حشاني لم يعارض المسعى بل كان يؤيده. الا انه كانت لديه تحفظات عن قانون الوئام وهي تحفظات عادية. وحتى أنا لدي تحفظات". وذكر من بين ما تحفظ عنه ان "الرئيس بوتفليقة تأخر في تنفيذ الوعود التي تعهد بها". وذكر ان قيادات الانقاذ "تفكر فعلاً في تأسيس حزب سياسي اذا استقرت الاوضاع". اما عبدالقادر عمر احد الشيوخ الستة المفرج عنهم سنة 1994 فاكتفى بالقول ان قاتل حشاني تعرفه السلطات وان الاخير سبق له وبلغ في رسالة لوزير الداخلية عن رجل أمن اسمه "نعيم" يتولى مراقبته. يذكر ان الرسالة المنسوبة الى عباسي حملت انتقاداً للرئيس بوتفليقة ودعت قادة "الانقاذ" الى "التوبة من مسعى الوئام المدني".