وصفت مصادر مقربة من المفاوضات السورية - الاسرائيلية التي دخلت امس يومها الثاني في بيت الضيافة بلير هاوس في واشنطن، بأنها جدية وان المفاوضين وعلى رأسهم وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك والوسيط الاميركي المتمثل بوزيرة الخارجية مادلين اولبرايت، بحثوا في القضايا الجوهرية المتعلقة بمواضيع المسار السوري وهي الانسحاب والترتيبات الامنية وطبيعة السلام والتوقيت في خطوطها العريضة، بهدف تحديد معنى عبارة استئناف المفاوضات من حيث توقفت. وأعرب الوزير الشرع لدى خروجه من فندقه متوجهاً الى بلير هاوس عن ارتياحه لمجرى المفاوضات لكنه استبعد صدور اعلان مبادئ بعد انتهاء الجلسات او التوقيع على اي اتفاقات. وأعرب الشرع عن امله في ان يتم التوصل الى اتفاق ما خلال العام 2000. وكان متوقعاً ان ينهي المفاوضون السوريون والاسرائيليون اعمالهم في وقت لاحق بعد ظهر امس وان يعودوا عبر شارع بنسلفانيا الى البيت الابيض لمقابلة الرئيس بيل كلينتون مجدداً، وللمشاركة في احتفال قد ينتج عنه بيان ثلاثي يحدد موعد ومكان الجولة الجديدة من المفاوضات ومستواها وجدول اعمالها. راجع ص3 والتي يتوقع ان تتم في منطقة واشنطن مطلع العام المقبل. وحافظ الجانب الاميركي المخول وحده بالتحدث عن اجواء الاجتماعات دون الدخول في تفاصيلها وجوهرها، على صمت وتعتيم كاملين. ولم يتسرب الكثير من الجانبين الاسرائيلي والسوري علماً ان الاسرائيليين بالغوا في الحديث عن خطاب الوزير الشرع في احتفال الاربعاء الماضي. ولم تستبعد الاوساط المطلعة على مجرى المفاوضات ان يكون حادث القصف الاسرائيلي لمدرسة في جنوبلبنان الذي ادى الى اصابة 15 تلميذاً قد حظي بنقاش كبير امس وأثر مضاعفاته على مجرى المفاوضات. علماً ان المسؤولين في الادارة سارعوا الى العمل لتطويق الحادث. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية ل"الحياة" امس "اننا قلقون جداً لحادث القصف الاخير. ونعرب عن اسفنا لسقوط الجرحى المدنيين الابرياء". واضاف المسؤول "اننا على اتصال مع جميع الاطراف ونحضهم على ممارسة اقصى درجات ضبط النفس والى التقيد بتفاهم نيسان ابريل لعام 1996". ولاحظ المسؤول ان الجانبين اللبناني والاسرائيلي وافقا على عقد اجتماع اليوم الجمعة لمجموعة المراقبة. وقال الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت ان المفاوضات استؤنفت امس في الحادية عشرة قبل الظهر وان الوزيرة اولبرايت عقدت اجتماعين ثنائيين مع الوزير الشرع ومع رئيس الوزراء باراك قبل بدء المفاوضات الثلاثية التي استمرت حتى بعد الظهر. واعرب لوكهارت عن ارتياح الادارة لمجرى المفاوضات ووصفها بأنها جدية. وكان الرئيس كلينتون اعلن ان المفاوضات تسير بشكل جيد وبأنها صعبة، رافضاً الدخول في التفاصيل.