ذكرت الإذاعة الجزائرية، صباح أمس، أن 240 عنصراً من تنظيمي "الجماعة الإسلامية المسلحة" و"الجيش الإسلامي للإنقاذ" سيلتحقون بلجان الإرجاء في ولاية جيجل خلال الساعات القليلة المقبلة. ونقلت عن "مصادر مطلعة" أن عناصر "الهدنة" سيتقدمون الى لجان الإرجاء التي تضم مسؤولين في أجهزة الأمن والقضاء ومحامين، للإستفادة من تدابير الوئام المدني. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن صلة "جيش الإنقاذ" بقانون الوئام منذ مصادقة البرلمان عليه في 13 تموز يوليو الماضي. وكانت السلطات أكدت في السابق ان قانون الوئام لا ينطبق على مسلحي "الإنقاذ". وأُفيد مساء امس ان نحو 250 مسلحاً سلّموا أنفسهم بالفعل للجان الإرجاء في جيجل. وكان مقرراً ان ينزل عناصر "الإنقاذ" من مراكزهم في جيجل مع حلول شهر رمضان. لكن تردد ان ذلك تأجل بطلب من "أمير جيش الإنقاذ" مدني مزراق لاعتبارات أمنية على الأرجح. وقالت مصادر مطلعة ان أحد مراكز التكوين المهني أُعدّ الأحد الماضي لإيواء عناصر الجماعة الذين سينزلون من الجبال. وتم تحضير وجبات الإفطار على افتراض ان الاتفاق الحاصل بين جهاز الأمن و"جماعة الهدنة" يقتضي نزولهم يوم الأحد. غير أن عناصر الجماعة تخلفوا مرة ثانية عن النزول من دون تقديم عذر. وكان متوقعا أن يقيموا ليلة واحدة في المركز قبل أن يتم نقلهم إلى ذويهم في مختلف أنحاء الوطن. ويبدو، بحسب مصادر إعلامية متطابقة في جيجل، أن توقيت النزول الذي بات "وشكياً"، مرتبط باعتبارات أمنية. ذلك أن عدداً من عناصر "الهدنة" ينتمي الى منطقة غرب الجزائروجنوبها، الأمر الذي يجعل مسألة ضمان أمنهم وعدم تعرضهم لإعتداء مسلح قضية بالغة التعقيد وتتحمل السلطات العسكرية كامل المسؤولية عنها. ومعلوم أن "عناصر الهدنة" الذين سينزلون من مراكزهم، سيقدمون أسلحتهم إلى قيادة الأمن العسكري في المنطقة. الى ذلك ا ف ب، أفادت صحف أمس ان شخصين قتلا الثلثاء قرب العاصمة في هجومين نسبا الى جماعات اسلامية مسلحة. فقد اغتالت جماعة مسلحة شخصاً قرب سيدي موسى 15 كلم جنوبالجزائر في سهل متيجة الزراعي الخصب. واوضحت صحيفة "لو كوتيديان دوران" ان المجموعة المسلحة التي ارتدت لباساً عسكرياً قتلت الشخص المذكور بعدما تصدى لها الحراس المحليون. واشارت "الوطن"، من جهتها، الى مقتل احد الحراس المحليين قرب بغلية 70 كلم الى الشرق من الجزائر خلال اشتباك مع اسلاميين مسلحين بعد الافطار. وكان مصدر مطلع افاد أمس ان 18 عسكرياً قتلوا عصر الثلثاء في الشلف في كمين نصبته مجموعة اسلامية مسلحة.