حمّل رئيس الادارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير عناصر من "جيش التحرير" السابق مسؤولية استمرار أعمال العنف في الاقليم، فيما اتهمه الصرب بالتواطؤ مع الاعتداءات الالبانية ضدهم "في محاولة لارغامهم على القبول قسراً باجراءاته". ونقلت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد أمس، عن قياديين من صرب مدينة غنيلاني شرق كوسوفو ان الألبان اطلقوا تسعة قذائف صاروخية على منازل الصرب في قرية بارتيش القريبة من المدينة وأدت الى مقتل أحد سكانها. ووصفوا الهجوم بأنه جاء بعدما رفضوا لقاء كوشنير اثناء وجوده في غنيلاني السبت الماضي "الذي دأب على أن تكون اجراءاته منحازة لمصلحة الالبان ومتناقضة مع قرار مجلس الأمن الخاص بكوسوفو الذي يؤكد بأن الاقليم جزء من يوغوسلافيا". وأكد قادة صرب كوسوفو انهم سيواصلون مقاطعة كوشنير "الى ان يلبي مطالبهم بتوفير الأمن للسكان الصرب وضمان مساواتهم مع الالبان في اجراءاته، مع ضرورة ان يلغي قراره تشكيل فيلق حماية كوسوفو الالباني أو ان يسمح للصرب بتنظيم مماثل". من جانبه، حمّل كوشنير مسؤولية العنف الراهن في الاقليم على عناصر غير منضبطة من "جيش تحرير كوسوفو" السابق "التي واصلت الهجمات على السكان الصرب والاقليات الأخرى اضافة الى أعمال الجريمة المنظمة". وقال في مؤتمر صحافي عقده في بريشتينا مع قائد قوات حفظ السلام الدولية الجنرال كلاوس راينهارد ان "أفراد الشرطة التابعين للأمم المتحدة سيبدأون القيام بدوريات مشتركة مع جنود القوات الدولية للمحافظة على الأمن في كوسوفو والذي لا يزال بعيداً عن الاستقرار". وأوضح كوشنير ان "تطبيق القانون لا يزال مشكلة عسيرة في الاقليم". وأشار الى انه "سيعمل على تحسين نظام القضاء بتعيين 400 قاضٍ ومدعٍ عام جديد". وكان الناطق باسم القوات الدولية في بريشتينا أعلن القاء القبض على أكثر من 40 شخصاً "غالبيتهم من الالبان" خلال اليومين الماضيين في انحاء كوسوفو "لحيازتهم على أسلحة بصورة غير شرعية ومهاجمة البيوت والاعتداء على السكان والاتجار بالمخدرات". واعتبر الناطق هذه الحملة بأنها "ضمن الاجراءات الأمنية الشديدة التي قرر المسؤولون الدوليون اتخاذها لإحلال النظام في الاقليم".