توقع منشقون سابقون عن جبهة "بوليساريو" حدوث انشقاق كبير بين تيارين متعارضين فيها، احدهما يقوده الرجل الثاني في الجبهة السيد بشير مصطفى السيد الذي غادر مخيمات تيندوف جنوب غربي الجزائر للاستقرار في شمال موريتانيا التي تؤوي بدورها صحراويين تقدر اعدادهم بالآلاف بحسب احصاءات الاممالمتحدة ، والآخر يقوده السيد محمد عبدالعزيز زعيم الجبهة الذي اثارت اعادة انتخابه في المؤتمر الاخير ردود فعل عنيفة قادها منتسبون الى اجنحة قيادية متعارضة. الى ذلك، ذكرت مصادر في الاممالمتحدة ان جولة جديدة من المشاورات بين الامين العام كوفي انان والاطراف المعنية بنزاع الصحراء الغربية ستنعقد في نيويورك والعواصم المعنية. وبدأ وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى زيارة لنيويورك لهذه الغاية. ويتوقع ان تركز المشاورات على وضع حد للغموض الذي يحيط بتنفيذ خطة التسوية الدولية بعد الاعلان المتوقع لارجاء الاستفتاء الى عام 2002. ولا يبدو بحسب مراقبين، ان الاوضاع السياسية في منطقة شمال افريقيا ستستوعب الارجاء، أقله حيال الوضع في مخيمات تيندوف التي تؤوي اللاجئين الصحراويين منذ حوالي ربع قرن. وكان المغرب ابدى استعداده لاستمرار التعاون مع الاممالمتحدة لاجراء الاستفتاء، ورهن ذلك بالافساح في المجال امام درس كل حالات الطعون المقدمة والتي يُقدّر ان تصل الى مئة الف طلب. لكن "بوليساريو" تدعو الى معاودة النظر في عدد الطعون بهدف تسريع الاستفتاء. وكان الامين العام كوفي انان أقر في هذا النطاق، نشر الجزء الثاني من قوائم الناخبين المحتملين.، ودعا الى بدء النظر في الطعون في منتصف الشهر المقبل. واعلن امكان الانتهاء من تحديد هوية المنتسبين الى ثلاث مجموعات قبلية في نهاية الشهر الجاري. لكن مصادر من الاممالمتحدة رأت ان فرص تحديد هوية هؤلاء ضئيلة، ما يعني معاودة الجدل حول اهليتهم للمشاركة في اقتراع تقرير المصير. وتوقعت مصادر مغربية ان يُقابل نشر الجزء الثاني من القوائم بردود فعل شديدة، في حال عدم تصحيح القوائم السابقة التي يقول عنها المغاربة انها قلصت أعداد الناخبين من جانبهم، واضافت أعداداً الى جبهة "بوليساريو". وفي الاطار ذاته يتوقع ان يترك طلب كيلنوك، رئيس لجنة تحديد الهوية، اعفاءه من مهمته في نهاية العام، فراغاً في وتيرة عمليات تحديد الهوية. في غضون ذلك قالت مصادر دولية ان البدء في اعادة اللاجئين الى المحافظات الصحراوية الواقعة تحت نفوذ المغرب يحتاج الى بناء علاقات ثقة جديدة. فقد زار وفد من مفوضية اللاجئين المنطقة وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين في المغرب والجزائروموريتانيا و"بوليساريو"، واعلن احصاء حوالى 22 الف صحراوي يرغبون في العودة، لكن بعضهم يفضل الاستقرار في مراكز على الحدود خارج المحافظات الصحراوية.