قرأت ما كتبته مودي بيطار عن المرأة الكويتية المتحجبة التي رأتها في مهرجان القرين الثقافي في الكويت وذلك في العدد 13406، وكأن تلك المرأة كائن ومخلوق جاء من كوكب المريخ. وآلمتني جداً تلك النظرة من الكتّاب العرب تجاه الإسلام ومن يلتزم بتعاليمه السامية التي ترفع من شأن المرأة وتجعلها في مصاف من الرقي لا يعادله أحد من البشر. لماذا تريدون ان تجعلوا منا نسخة مطابقة للنموذج الغربي في كل شيء حتى في الملبس والمأكل والأفكار؟ لكل مجتمع خصوصية يتميز بها دائماً وليس من حق إحدى ان يطالب بتغييرها أو حتى التعرض لها أو المساس بها لأنها تعد من قيم ذلك المجتمع وعاداته. لماذا نحن العرب إذا ذهبنا إلى أحد الدول الأجنبية ووجدنا فيها بعض العادات الغريبة نذكرها ونكيل لها المدح والاعجاب والثناء، بينما إذا نظرنا إلى القيم والعادات والشعائر الدينية في أي مجتمع إسلامي، بدأنا نستخف ونستهزئ بها. لماذا هذه المحاربة للمرأة المحجبة مع أننا نراها كل يوم في مجتمعنا وشوارعنا؟ .... والحقيقة أن المرأة المحجبة اليوم هي الأجدر بالاحترام والتوقير، لأنها رفضت ان تكون فأر تجارب لعادات الغرب وأفكاره، بل التزمت بدينها وأفكار ثقافتها الإسلامية وتطلعاتها إلى أمل جديد يبشر ببعث جديد لأمة إسلامية قوية كما كانت. وأنا أعتبر هذه المرأة التي التزمت بأمر ربها رمزاً من رموز الإسلام القوية التي تظل شاهدة على بقاء الإسلام في القلوب... وإن حاول بعض الكتّاب إبعادنا عنه. عنيزة - عبدالرحمن بن عبدالله العليا