تعرض ثلاث صالات سينمائية في باريس يوم الأربعاء المقبل فيلم "البيت الزهري" الذي عرضته سينما "أمبير" في بيروت أخيراً في مهرجان بيروت الدولي للسينما. كتب سيناريو الفيلم وأخرجه خليل رمزي جريج وعقيلته جوانا. وعلى الرغم من ضآلة مصادر التمويل الذي أمنته مؤسسات ثقافية في كندا وفرنسا، نجح الفيلم في إبراز الصور الحقيقية للأزمات والمتاعب التي يتعرض لها المواطن اللبناني بعد الحرب. وتتمحور قصة الفيلم حول المصاعب الناتجة بين أصحاب المشاريع التجارية الذين يحاولون هدم الأبنية العتيقة وبين المهجرين الذين يرفضون اخلاء المنازل التي لجأوا إليها. ومع أن أحداث القصة تدور في بيروت، إلا أن أبعادها الاجتماعية تتناول جميع الحالات الناشئة عن النزوح الداخلي، ان في جبل لبنان أو في الجنوب أو في عكار وطرابلس ومداخل بيروت. وكما درج المخرجون الايطاليون على استخدام الممثلين من أشخاص عاديين يتقنون فن الأداء، اختير للتمثيل نحو 25 مواطناً ومواطنة. ومع ان الفيلم لا يجيب على الأسئلة العصية التي يطرحها الشبان في لبنان، إلا أنه يقدم لوحة حية عن الأزمات النفسية التي يتخبط بها الجيل الجديد على صعيد صعوبة الحفاظ على ذاكرة بيروت، في وقت مسحت الجرافات أهم معالم ماضيها. الكاتب - المخرج خليل جريج، نجل المحامي رمزي جريج وحفيد القاضي المعروف خليل جريج، يحمل شهادة دراسات عليا في الأدب الحديث وفن السينما من باريس ونيويورك. أما زوجته جوانا حاجي توما فهي مدرّسة في جامعة باريس، وسبق لهما ان أخرجا مجموعة أفلام قصيرة، وأقاما معارض فوتوغرافية نالت إعجاب نقاد الفن في "معهد العالم العربي" في باريس.