دخل "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض مرحلة جديدة من الخلافات غداة اجتماع قيادته في كمبالا الذي أصدر بياناً اختلف القادة في شأنه. وتركز الخلاف على سعي أطراف في التجمع الى إدانة اتفاق "نداء الوطن" الذي وقعه حزب الأمة مع الحكومة السودانية في جيبوتي. وبات تجمع المعارضة السودانية مرشحاً لمرحلة جمود بانتظار مؤتمره العام المقرر في آذار مارس المقبل في اسمرا. في غضون ذلك، مضت الحكومة السودانية قدماً في اتجاه تهيئة الأجواء للمصالحة، وأعلن مجلس الوزراء السوداني عقب اجتماع عقده مساء أمس أنه كلف وزير العدل إجراء مراجعة فورية لقانون تنظيم العمل السياسي المعروف باسم "قانون التوالي" بما يتماشى مع المرحلة الحالية من الوفاق الوطني. وأوضح المجلس في بيان أنه كلف وزير العدل مهمة الاتصال بالقوى السياسية كافة للمساهمة في الصيغة الجديدة لقانون الاحزاب. وبرزت ثلاثة مواقف مختلفة للحزب الاتحادي وحزب والأمة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" وتردد حديث عن "بيان مدسوس" و"مؤامرة ضد حزب الامة" ومساعٍ من زعيم الجيش الشعبي لاقصاء المبادرة المصرية - الليبية من ساحة التسوية السياسية في السودان. وتلقت "الحياة" صيغتين للبيان الختامي لاجتماع كمبالا تحدثت إحداهما عن "رفض اتفاق جيبوتي"، و"لوم الامين العام للتجمع مبارك المهدي لقيامه بسلسلة من الخطوات التي تعد خروجاً على مبادئ التجمع وقراراته". يذكر أن مبارك المهدي وقع على اتفاق "نداء الوطن" نيابة عن حزب الامة. أما الصيغة الثانية فتجاهلت الموضوع تماماً، لكنها أوردت بقية القرارات. ورأى مراقبون أن الاجتماع فشل في تحقيق اهدافه الاساسية وأهمها تشكيل وفد المعارضة الى اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار وفقاً للمبادرة المصرية - الليبية. ومعروف ان قرارات "التجمع" تتخذ بالاجماع. تفاصيل ص5 وقال السكرتير العام للحزب الاتحادي فتح الرحمن شيلا الذي شارك في اجتماع كمبالا ل"الحياة" أمس "نحن حريصون على وحدة التجمع وحزبنا تحرك لتلافي الاضرار والنتائج السلبية للقاء جيبوتي. موقفنا ينسجم مع موقف التجمع ويرفض اتفاق جيبوتي جملة وتفصيلاً". وزاد ان "اتفاق كمبالا ناقش اتفاق جيبوتي واتخذ قراراً يرفض هذا الاتفاق في حضور حزب الأمة وبرضاه". واعتبر أن اقتراح لوم مبارك المهدي "جاء بتدخل من رئيس التجمع رئيس الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني وحال بذلك دون اتخاذ قرار بتجميد الأمين العام وادانته. ولو كنا نحرص على خروج حزب الامة لما كان هذا موقفنا". وشدد على أن "هناك بياناً واحداً وأي بيان آخر هو مدسوس ولم يصدر عن التجمع". لكن القيادي في حزب الأمة عبدالرسول النور، الذي شارك في اجتماع كمبالا، شدد في تصريحات الى "الحياة" من العاصمة الاوغندية على أن "الاجتماع لم يناقش موضوع اتفاق جيبوتي ولا موقف الامين العام والبيان الختامي صدر قبل جلسة اضافية لتصفية ما في النفوس". واضاف: "تقديري أن هناك جهات جاءت الى كمبالا بهدف نسف خطوات الحل السياسي الشامل عن طريق قتل المبادرة المصرية - الليبية، وعدم تحقيق ما عقد الاجتماع من أجله واهم ذلك تشكيل وفد التجمع الى اللجنة التحضيرية، والتنسيق بين المبادرة المصرية - الليبية ومبادرة دول ايغاد ولذلك اعتبره أنه لم يقطع شوطاً". وأشار أيضاً إلى "حصول تزوير ومؤامرة واتفاق مسبق. نحن لم نوقع على أي وثائق وأي إضافة الى البيان المتفق عليه تمثل فقط رأي الجهة التي توزعها". وفي رد على سؤال عن مصير التجمع قال: "أصبح جسداً بلا روح وغير قادر على الحركة. سنتحرك بحرية مع التزامنا بمرجعيات التجمع وقراراته. نحن ندرس الموقف الآن وملزمون فقط مبدأ العمل الجماعي لكننا غير ملزمين بشكل التجمع".