شككت مصادر ايرانية مطلعة في امكان تحقيق سلامٍ حقيقي في الشرق الأوسط، ولو وقع اتفاق سلام بين سورية واسرائيل. وقالت ل"الحياة" ان السبب هو "وجود اسرائيل نفسها"، لكنها لم تقلل من أهمية الحدث "المفاجأة" المتمثل في استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية الأسبوع المقبل. واستبعدت أن تؤدي إلى تقدم سريع نظراً إلى كثرة المواضيع المطروحة واختلاف وجهات نظر الطرفين السوري والاسرائيلي. ولم تعلق الخارجية الايرانية على معاودة المفاوضات، وفضّل مصدر مطلع في الوزارة التريث في ابداء موقف. وقال ل"الحياة" إن الأمر ما زال قيد الدرس. في الوقت ذاته شنت اذاعة طهران حملة على عملية السلام والادارة الاميركية التي سعت من خلال "إطلاق هذه العملية بدءاً من مدريد حتى اليوم، الى اخراج اسرائيل من عزلتها، واكسابها صفة شرعية". كما حمل تعليق الاذاعة على المفاوضات "الثنائية والمتعددة الأطراف" ورأى انها "قادت الدول العربية في الاتجاه الذي تريده اسرائيل"، محذراً من "هذه اللعبة الاسرائيلية الخطيرة" ومن "اللامبالاة العربية" في مقابل "الخطر الاسرائيلي الذي يستهدف سياسة المنطقة وثقافتها واقتصادها". وكانت الحكومة الايرانية اعتبرت أن علاقاتها "الاستراتيجية" مع دمشق لا تتأثر بتطورات مفاوضات السلام، واستقبلت طهران وزير الاعلام السوري محمد سلمان قبل ايام فقط من جولة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت على الشرق الاوسط والتي ادت الى اعلان قرار معاودة المفاوضات بين سورية واسرائيل. ورأى مراقبون ان هذا القرار ربما يكون فاجأ طهران، فيما اعتبرت صحيفة "الوفاق" الحكومية أن المفاوضات مع اسرائيل "لاتجدي ولا تحل مشكلة، سواء كانت في واشنطن أو تل أبيب أو عمان أو غزة". وتبدو طهران مطمئنة الى مستقبل "حزب الله" ودوره، كما ظهر في تصريحات الرئيس محمد خاتمي اثناء زيارته فرنسا، حيث اعتبر ان "حزب الله" حزب لبناني مستقل وهو الذي يقرر مصيره ومستقبله. وكان عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران احد مستشاري مرشد الجمهورية علي اكبر ولايتي قال في حديث الى "الحياة" نشر اخيراً ان "حزب الله" هو الذي يقرر ما يفعله مستقبلاً، مضيفاً انه "يعبر عن مقاومة الشعب اللبناني، وطالما بقي الشعب اللبناني فإن حزب الله باقٍ ايضاً".