راري - رويترز - يثير رئيس زيمبابوي روبرت موغابي تكهنات بين مواطنيه ومنتقدين دوليين حول نواياه بعد الاحتفال بمرور 20 عاماً على توليه السلطة في السنة القادمة. وبينما يقول محللون انهم يستشفون اول مؤشرات الى ان موغابي 75 عاماً قد يسير على نهج رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا ويتقاعد، فان آخرين يرون انه لا توجد اشارة الى ان هذا الاكاديمي والمناضل يفكر في التنحي. في غضون ذلك، اعلن وزير الصناعة والتجارة ناثان شاموريرا، حليف موغابي الوثيق طيلة 19 عاماً منذ استقلال روديسيا سابقاً في 1980، انه سيتقاعد بعد انتخابات البرلمان في السنة المقبلة. ويعتقد محللون ان هذا قد يمهد الطريق لتعديلات في الحزب الحاكم ولموغابي كي يختار خليفة. واعلن شاموريرا انه وهو في السبعين لا يستطيع مواصلة العمل في موقع قيادي. لكن مراقبين يقولون انه اختار وقتاً مناسباً للتنحي بكرامة وتجنب هزيمة محرجة أمام منافسين سياسيين. ويعتقد آخرون ان شاموريرا، وهو عضو في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطنى الافريقي الزيمبابوي - الجبهة الشعبية "زانو" الذي يتزعمه موغابي، ينوي التقاعد لانه يعرف ان موغابي سيتنحى بعد الذكرى العشرين لتوليه السلطة في نيسان ابريل المقبل. وتثار تكهنات حول احتمال ان يجري حزب "زانو" الحاكم تعديلات في القيادة في المؤتمر العام القادم للحزب في الشهر المقبل والذي يعقد كل خمس سنوات. وفي غياب تطورات مفاجئة ينتظر ان يحتفظ موغابي برئاسة الحزب. وقال مسؤول في "زانو" طلب عدم ذكر اسمه ان "أي نائب رئيس يتم تعيينه في كانون الاول ديسمبر يعتبر ولياً للعهد. والوضع الامثل ان يعين الرئيس نائبه رئيسا للوزراء بمقتضى دستور جديد وخليفة له عندما يقرر التقاعد". والمرشحون لخلافة موغابي هما وزير العدل ايمرسون مناناجاجوا ووزير أمن الدولة سيدني سكيراماييل. ويقول محللون ان موغابي يشعر بأنه يجب تنشيط قيادة البلاد لمواجهة "حركة التغيير الديمقراطية"، أول حزب معارض. ويعتقد محللون ان هذا الحزب سيستغل وقوع زيمبابوي في براثن اسوأ ازمة اقتصادية منذ الاستقلال لتحدي الحزب الحاكم. فقد بلغ التضخم 7،69 في المئة وأسعار الفائدة 60 في المئة والبطالة 50 في المئة. وتراجع جهات مانحة، على رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، المساعدات التي تحصل عليها زيمبابوي وسط خلافات مع موغابي حول ادارة الاقتصاد. ولكن اغلب هذه الخلافات تدور حول انفاقه المثير للجدل في الحرب في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وعلى رغم المعارضة الداخلية، ارسل موغابي قوة من 11 ألف جندي، أي ثلث الجيش الى الكونغو لدعم الرئيس لوران كابيلا ضد الثوار الذين تساندهم رواندا واوغندا. ويقول محللون ان موغابي لن يحذو حذو مانديلا وماسيري رئيس بوتسوانا وجوليوس نايريري رئيس تانزنيا الذين تقاعدوا طواعية. وقبل بضعة أيام نشرت صحيفة "فاينانشال نيوز" رسماً كاريكاتيرياً يصور موغابي وهو يقود حافلة تحمل لوحة تقول "السلطة الى الابد"، ينزل منها شاموريرا بينما موغابي يقول "لن احذو حذوه. هذا ليس طريق روبرت موغابي".