طهران - أ ف ب - يؤكد المحللون والخبراء ان مهربي المخدرات الذين يصلون من باكستانوافغانستان في قوافل، مدججون بالسلاح الثقيل بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات من نوع "ستينغر" التى كان المجاهدون الافغان يستخدمونها في قتال القوات السوفياتية. ويشير الخبراء الى ان مقتل 37 شرطياً ايرانياً ليل الاربعاء الخميس الماضي جنوب المنطقة الحدودية بين ايرانوباكستان يعكس عنف المواجهات التي تدور في منطقة الحدود بما في ذلك الحدود مع افغانستان. واكد انطونيو مازيتللي مدير برنامج الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات فى ايران الذي تحدث الى وكالة فرانس برس ان "المهربين القادمين من باكستانوافغانستان يملكون اجهزة اتصال حديثة اكثر تطوراً من تلك التي في حوزة السلطات الايرانية". وقال مازيتللي ان المهربين يمكنهم ان "يلتقطوا من الحدود كل الاتصالات الايرانية كما يملكون اجهزة استخباراتهم الخاصة". واشار في هذا الاطار الى ان المعركة التى شهدت سقوط هذا العدد الكبير من رجال الامن الايرانيين جرت في اعقاب "معلومات" مؤكدة تجمعت لدى المهربين وفي اعقاب ما توفر لدى السلطة من اخباريات تشير الى تهريب 30 طناً من المورفين. وحاولت الشرطة الايرانية، التي يعتقد انها وقعت فى فخ نصبه لها المهربون، ان تستولي على هذه الكمية الهائلة من المخدرات التي كانت في طريقها الى تركيا على متن عدد من الشاحنات عبر وسط ايران. وترى مصادر اخرى ان المواجهة مع رجال الشرطة الايرانيين ربما كانت ايضاً عملية انتقام للمهربين بعد مقتل اثنين من رفاقهم قبل يوم واحد من المواجهة. واستناداً الى التلفزيون الايراني فان المخدرات احترقت خلال المواجهة التي استمرت ساعات وسقط فيها "عشرات المهربين". وتجري المواجهات بين قوات الامن والمهربين عادةً خلال الليل، وهي مواجهات اوقعت خلال السنوات العشر الماضية حوالي 3 الاف قتيل فى صفوف الجيش والشرطة الايرانيين. وحشدت ايران لحربها مع المهربين قرابة 100 الف رجل اضافة الى قوة جوية من المروحيات للمطاردة، كما بنت التحصينات والحواجز على امتداد مئات الكيلومترات في مناطق الحدود. وتدعو طهران المجتمع الدولي بصورة منتظمة الى مساعدتها في مواجهة هذه الآفة الكبيرة. واوضح مازيتللي ان المهربين "يأتون في قوافل من الجمال او السيارات او الدراجات النارية"، واشار الى "الصعوبة القصوى للقتال في المناطق الجبلية". واكد مسؤولون ايرانيون معنيون بمكافحة المخدرات ان المهربين يملكون اسلحة ثقيلة متطورة بينها صواريخ "ستينغر" الاميركية التي كانت واشنطن تقدمها للمجاهدين الافغان ابان حربهم مع القوات السوفياتية بين عامي 1986 و 1987. كما يملك المهربون ايضاً بنادق آلية من نوع كلاشنيكوف ومدافع مضادة للطائرات وقذائف صاروخية مضادة للدروع. ونقل مازيتللي عن مسؤولين ايرانيين ان المهربين يملكون كميات "كبيرة" من الاسلحة، لكنه لم يعط أي ارقام محددة فى هذا الاطار. وترى طهران ان حركة طالبان التى تمسك زمام السلطة فى افغانستان هي التي تقف وراء المهربين "وتشجع انتاج وبيع المخدرات". وتقدر الاممالمتحدة ما انتج من مخدرات في افغانستان خلال عام 1998 الماضي بحوالي 4600 طن من الافيون، وهو ضعف ما اُنتج في العام السابق. واشار بعض الديبلوماسيين الى ان اللهجة الايرانية الرسمية ازدادت حدة في الاونة الاخيرة ازاء "طالبان"، فيما يلف الغموض العلاقات مع اسلام اباد بعد الانقلاب العسكري الاخير في باكستان. وعمدت ايرا،ن التي شهدت مشكلات حدودية مع "طالبان" العام الماضي، الى تعزيز وجودها العسكري على الحدود مع افغانستان. وحشدت طهران في محافظة سيستان بلوشستان الى قوات الشرطة المحلية الموجودة بشكلٍ دائم 32 الف عنصر من "حراس الثورة" الباسداران. كما نشرت قوات الجيش في محافظة خرسان في الشمال. وعززت السلطات الايرانية الشرطة المحلية المتخصصة في مكافحة المخدرات في هاتين المحافظتين الحدوديتين.