} تشن قوى الامن الايرانية يساندها الجيش والحرس الثوري، حرباً شاملة على تجارة المخدرات وتهريبها، على امتداد الحدود الشرقية مع افغانستان التى تتهمها طهران بانها المدبر والمستفيد من هذه التجارة غير المشروعة. زهدان ايران - أ ف ب - يخوض قرابة مئة الف من عناصر الشرطة والجيش الايرانيين المعززين بالاليات والاسلحة الثقيلة حرباً على امتداد الحدود مع افغانستان، في مواجهة خصم قوي خارج على مفاهيم الاسلام ومستفيد من التجارة الحرام. ويرى مسؤول الشرطة المحلية الايراني ناصر شاباني ان بلاده يمكن ان تعتمد فى هذه المواجهة على "المجاهدين" المناهضين لحركة طالبان التي تسيطر على 90 في المئة من الاراضي الافغانية. وكانت القوات الايرانية ضبطت في عملية قامت بها في نقطة غازو على الحدود الباكستانية يوم الجمعة الماضي، قافلة من المهربين تنقل المخدرات فوق واحد وعشرين جملاً، فى هذه المنطقة الوعرة. وبلغت المواجهات العديدة اوجها عام 1994، عندما شهدت المناطق الحدودية حرباً حقيقية استخدمت فيها المروحيات. لكن المعركة لم تحسم وقد اعلن سلاح الجو الايراني عن 27 اشتباكاً كان بعضها واسعاً خلال الاشهر الماضية. وسعت السلطات الايرانية الى وقف عمليات التهريب على طول حدودها وحماية هذه الحدود عن طريق اقامة التحصينات. فحفرت 290 كيلومترا من الخنادق وشقت 2465 كليومتراً من الطرق الجديدة ونصبت الاسلاك الشائكة على طول 80 كيلومتراً. واقامت 205 مراكز للمراقبة. وبنت 22 جداراً بطول مئات الامتار فى المناطق التى اعتبرت لفترات طويلة أسهل نقاط العبور واكثرها استخداماً وأماناً. ويقول محافظ زهدان محمود الحسيني ان هذه التجهيزات "كلفتنا 900 مليون دولار" . ويضيف "النتائج كانت جيدة ومحاولات التهريب باتت الآن فردية فى غالب الاحيان. وضبطنا منذ بداية السنة 51 طناً من المخدرات اي ثلاثة اضعاف ما تم ضبطه طوال السنة الماضية". واوضح المسؤول الايراني المحلي ان "عدونا هو المخدرات والامن المضطرب والحل المثالي هو التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى افغانستان". وكشف ان عدد القتلى فى المواجهات مع المهربين وصل الى 2808 قتلى بينهم "1240 شهيداً" في صفوفنا. واعتبر الحسيني ان "الطلب الغربي" هو الذي يحرك أطماع المهربين. ودعت طهران بداية الاسبوع الحالي وطوال يومي الاثنين والثلثاء، الى مساعدتها فى هذه الحرب من قبل المجتمع الدولي وخصوصاً من قبل مجموعة دبلن التي تضم عشرين دولة الاتحاد الاوروبي اضافة الى استراليا ونيوزيلندا وكندا واليابان والولايات المتحدة والتى دُعي ديبلوماسيوها الى زيارة المنطقة الحدودية. ولم يغب سوى مندوبي واشنطن التي لا تملك تمثيلاً ديبلوماسياً مباشراً في العاصمة الايرانية. واستناداً الى ارقام برنامج الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات فإن افغانستان انتجت العام الماضي 4600 طن من الأفيون أي ضعف ما كانت أنتجته عام 1997. ويشير الديبلوماسيون الى ان طهران شددت من لهجتها ازاء حركة "طالبان"، فيما لا يزال الغموض يلف علاقاتها مع اسلام اباد بعد الانقلاب العسكري الذي اطاح نواز شريف. وكانت ايران التى توترت علاقاتها مع "طالبان" العام الماضي، زادت من وجودها العسكري على حدود افغانستان. ونشرت في محافظة سيستان بلوشستان، اضافة الى قوات الشرطة الاعتيادية، 32 الفاً من عناصر الحرس الثوري باسداران. اما في خرسان فيتولى الجيش نفسه مسؤولية المواجهات. يشار الى ان 70 فى المئة من السجناء فى محافظة سيستان بالوشستان قرابة اربعة آلاف مدانون بجرائم تهريب مخدرات. وفى زهدان هناك 3756 سجينا بينهم 160 امرأة بعضهن مع اطفالهن وهناك 475 أجنبياً بينهم 374 أفغانياً. ويمضى بعضهم عقوبات بالسجن مدى الحياة بعد إدانتهم خصوصا بتهريب الهيرويين. وقام الديبلوماسيون والصحافيون الاثنين بزيارة السجن حيث التقوا قرابة 300 سجين. واشتكى أحد السجناء انه معتقل "منذ سبع سنوات من دون سبب" فى السجن الذي بدا نظيفاً نسبياً وان كان مكتظاً بأكثر من 21 سجيناً فى القاعة الواحدة.