الرياض - "الحياة" - نجح العالم الميكروبيولوجي الزراعي البروفيسور ازاد خانقاه في تطوير طريقة جديدة لزراعة الفقع الكمأ وانتاجه بكميات تجارية بعد تجارب استمرت عشرين عاما. ويعد الاكتشاف انجازاً تاريخياً وتطوراً مهماً في المجال العلمي على المستوى العالمي. والطريقة الجديدة تتم بتلقيح الشتلات في المشتل يدويا وزرعها على جذور أنواع معينة من الاشجار منها البندق والفستق والزيتون والسدر والبلوط، وعبر استخدام مواد أولية تدخل في عملية التلقيح لأنواع مختارة ومنتقاة من أجود أنواع الفقع الفرنسي والفقع العربي المعروف بالزبيدي والخلاسي مع شتلات الزيتون والسدر، ويمكن الحصول على انتاجين في آن واحد الفقع والزيتون. وعلق الدكتور ازاد في مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس، على الإنجاز بقوله: "بات بإمكان المزارعين حول العالم زراعة الفقع طوال السنة ولم يعد - الألماس الأبيض - مقتصرا على شهور معينة". وتابع "ان مستهلكي الثمرة لم يعد عليهم استيرادها من الخارج لتوافرها في المنطقة في أي وقت". واضاف "هناك حالياً 150 الف شتلة ملقحة بسبورات الفقع الزبيدي متوافرة في المملكة وجاهزة للبيع". وتستغرق عملية التلقيح "أربعة الى ستة أشهر، بعدها تكون الشتلات جاهزة للنقل وللزراعة في الارض المستديمة، مشيراً الى انها مضمونة مئة في المئة". والفقع الكمأ عرف منذ اكثر من ثلاثة آلاف سنة، كنوع من الفطر ينمو تحت سطح التربة بعمق أربعة الى سبعة سم، ويظهر بكثرة في أعماق الصحاري في منطقة الخليج، والعراق وسورية والأردن عقب هطول المطر في شهر تشرين الثاني نوفمبر. ويُعد "الزبيدي" من أجود الأنواع، والفرق بين الفطر والفقع ان الأول ينمو ليظهر فوق سطح التربة فيما الثاني ينمو تحت سطح التربة، ويصل سعر 15 غراماً من الفقع الابيض الى نحو 500 ريال سعودي، ويعده العرب عادةًً وجبة أساسية في أوقات الجني الموسمية، ويسمونه "هدية السماء"، وعادة ما يتسبب في تدني أسعار اللحوم الحمراء والأسماك بسبب الإقبال الكبير عليه.