واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أ صدر القاضي الفيديرالي توماس جاكسون مساء أول من أمس حكماً ضد شركة انظمة وبرامج الكومبيوتر "مايكروسوفت" التي يرأسها بيل غيتس خلص الى ان الشركة العملاقة احتكرت سوق انظمة تشغيل برامج اجهزة الكومبيوتر، وهو حكم قد يفتح الطريق امام تجزئة "مايكروسوفت" وذلك في واحدة من اكبر قضايا مكافحة الاحتكار. وجاء ذلك في ملخص للاستنتاجات الاولية التي توصل اليها القاضي في اعقاب النظر في دعوى الاحتكار التي رفعتها الحكومة الاميركية ضد "مايكروسوفت" التي تصل قيمتها السوقية الى نحو 500 بليون دولار. الا ان الحكم الذي يتضمن الانعاكسات القانونية لهذه الاستنتاجات والعقوبات المحتملة ضد الشركة لن يصدر قبل الفصل الاول من السنة 2000. ورحبت الادارة الاميركية بقرار القاضي ضد شركة "مايكروسوفت" في حين اعرب غيتس عن ثقته بالتوصل الى حل عادل. وقالت وزيرة العدل الاميركية جانيت رينو خلال مؤتمر صحافي في وزارة العدل ان الاستنتاجات تظهر ان "ممارسات مايكروسوفت مخالفة لقواعد المنافسة". وقال جويل كلاين مدير هيئة مكافحة الاحتكار: "نحن راضون كلياً من قرار المحكمة التي ايدت اتهاماتنا وهي ان مايكروسوفت تمارس الاحتكار واعتمدت بشكل كثيف ممارسات مخالفة للمنافسة". واضاف كلاين في المؤتمر الصحافي في وزارة العدل ان "هذا انتصار كبير للمستهلكين الاميركيين وللاقتصاد الاميركي ويظهر مرة جديدة ان ما من شخص او من شركة فوق القانون في اميركا". وقال ريتشارد بلومنتال المدعي العام لكونيتيكت في المؤتمر الصحافي ان "المضي قدماً في هذه القضية والوصول الى حكم نهائي سيعود على المستهلكين بمنافع منها ان ما توصلنا اليه له اثر قانوني 000 وبالتالي يمكن استخدامه في قضايا اخرى يرفعها مستهلكون للمطالبة بتعويضات خاصة بهم". واضاف بلومنتال، وهو المتحدث باسم 19 ولاية تضامنت مع وزارة العدل الاميركية في رفع القضية، ان "هذه خدمة عامة حقيقية في القضية". وقال رئيس "مايكروسوفت" ان "قرار القضاء يعتبر مرحلة من مراحل عملية طويلة"، مشيراً الى انه مقتنع بالتوصل الى حل عادل بالنسبة ل"مايكروسوفت" والحكومة والمستهلكين. وتعهدت "مايكروسوفت"، التي كسبت في مرحلة الاستئناف قضية احتكار رفعتها الحكومة العام الماضي، بالمضي قدما في المعركة القانونية ولكن غيتس لم يستبعد استئناف مفاوضات التسوية. وقال غيتس بعد صدور الحكم أول من امس الجمعة: "منذ البداية ونحن نقول اننا لا نريد اكثر من تسوية هذه القضية". واعتبرت مجموعة "بروكوم" وهي جماعة ضغط تضم شركات تكنولوجيا صغيرة وتجاراً ان قرار القضاء الاميركي يشكل "بداية انتهاء احتكار مايكروسوفت". واعتبر القاضي جاكسون ان "المجموعة تحتل موقعاً احتكارياً مهيمناً" في سوق انظمة تشغيل الكومبيوترات الشخصية. وقال ان "مايكروسوفت" تملك مع "ويندوز" نظاماً للتشغيل جهز "95 في المئة على الاقل" من الكومبيوترات الشخصية في العامين الماضيين. واضاف ان هذا الاستنتاج تؤكده ثلاثة عوامل اساسية هي: حصص "مايكروسوفت" من السوق والعقبات التي وضعت امام المنافسين وعدم وجود بديل تجاري لنظام "ويندوز". واعتبر القاضي ان "حصة السوق التي تملكها مايكروسوفت تمنع الشركات المصنعة لنظام تشغيل غير ويندوز من الحصول على طلبية كبيرة من جانب المستهلكين" واكد ان هذا الوضع "سيستمر على حاله حتى اذا حافظت مايكروسوفت على اسعارها اعلى بكثير من اسعار الشركات المنافسة". واشار القاضي الى ان "عدداً من اساليب مايكروسوفت كانت مؤذية بطريقة غير مباشرة للمستهلكين بسبب تلاعبها بقواعد المنافسة بطريقة غير مبررة". لكن القاضي اشار الى "عدم وجود ادلة كافية" لمعرفة ما اذا كان برنامج البحث عبر شبكة الانترنت "نافيغيتور" الذي تنتجه شركة "نيتسكيب" ولغة البرمجة العالمية "جافا" كانا قادرين على تشكيل "منافسة فعلية" في السوق، من دون الممارسات التي قامت بها "مايكروسوفت". ويشار الى ان برنامج "نافيغيتور" ينافس برنامج "ايكسبلورير" الذي تنتجه "مايكروسوفت" والمرتبط بنظام التشغيل "ويندوز". وطلب القاضي من الحكومة تقديم ملخص بحلول السادس من كانون الاول ديسمبر عن مدى انطباق قوانين مكافحة الاحتكار على حكم أول من امس في حين ستقدم "مايكروسوفت" دفاعها بحلول 17 كانون الثاني يناير المقبل. وامام الحكومة الاميركية فرصة اخرى لتقديم رد ثان يوم 24 كانون الثاني المقبل على ان تقدم "مايكروسوفت" رداً نهائياً يوم 31 من الشهر نفسه. وتوقع بعض المحللين ان يكون لحكم الجمعة اثار سلبية على سوق الاسهم الاميركية وغيرها غداً الاثنين.