تركزت محادثات ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين، في الرياض امس، على عملية السلام في الشرق الاوسط وقضايا التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقات التي وقعها البلدان اخيراً. واكد زيمين تمسك بلاده بتطوير الصداقة والتعاون مع كل الدول على اساس "المبادئ الخمسة للتعايش السلمي". ودعا رجال الاعمال السعوديين الى زيارة الصين للاطلاع والاستثمار، مذكّراً بأن السعودية "اصبحت اكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا". وفي واشنطن قال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ان اسامة بن لادن "خائن لدينه ووطنه"، مؤكداً ان "جنسيته السعودية سحبت منه نهائياً". واعتبر في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الدفاع الاميركي ويليام كوهين في مبنى "البنتاغون" انه اذا سلمت حركة "طالبان" ابن لادن الى الولاياتالمتحدة او غيرها "فأعتقد ان العدالة ستأخذ مجراها"، وأضاف ان بقاءه في افغانستان ليس مفيداً ل"طالبان" على الاطلاق. وكان الأمير سلطان اجرى محادثات مع الوزير كوهين في اليوم الثاني لزيارته التي يقوم بها للولايات المتحدة والتي تستمر حتى يوم الجمعة، يلتقي خلالها اليوم الأربعاء الرئيس كلينتون في البيت الأبيض. وأقيمت للضيف السعودي حفلة استقبال عسكرية، في حين شدد كوهين على أهمية العلاقات السعودية - الاميركية، ووصفها بأنها "قوية ووثيقة". وقال الوزير الاميركي ان محادثات امس تركزت على البحث في ايجاد وسائل للعمل معاً لمواجهة اسلحة الدمار الشامل، وانه جرى تداول مبادرة التعاون الدفاعي، خصوصاً كيفية المشاركة في شبكة الانذار المبكر، وتطوير الدفاعات النشطة والعادية ضد أي هجمات بيولوجية او كيماوية في حال وقوعها. وركز الأمير سلطان على معارضة السعودية وجود اسلحة الدمار الشامل، قائلاً: "لا نؤيدها ونود ان يتم نزعها من كل العالم خصوصاً الشرق الأوسط، فهي تسيء للشعوب ولأمن المنطقة". وشدد على التكافؤ في العلاقات السعودية - الاميركية "لما فيه مصلحة الأمة العربية والاسلامية وبالذات منطقة الخليج". وشكر النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الولاياتالمتحدة لتسليمها هاني الصايغ "الذي ربما انه خان وطنه وبلاده ودينه. ولكن تحديد ذلك يتوقف على التحقيق الصحيح والمحاكمة الصحيحة". وأشار الى ان الصايغ ستحكم فيه الشريعة الاسلامية، مستشهداً بقوله تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما". وزاد: "نحن خدام الشريعة وخدام شعب المملكة العربية السعودية". وأشاد بموقف الولاياتالمتحدة والدول الحليفة التي تجاوبت مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتحرير الكويت. وسئل الأمير سلطان، عن تفجيرات الخبر وهل لمسؤولين ايرانيين علاقة بها، فأجاب: "لم نجد ذلك. والتحقيقات مع الموقوفين مستمرة. وان شاء الله تعلن الحقائق والنتائج قريباً، لكننا لسنا مستعجلين حتى لا يظلم احد في هذا الموضوع. والتروي في هذه الأمور والتحقق منها أفضل من الاستعجال في ما لا يجب ان يكون". وجدد الأمير سلطان تأكيد موقف السعودية الثابت من القضية الفلسطينية، واعتبره "موقفاً واضحاً وإيجابياً، ولن يتغير ابداً. وهو العمل على اعطاء الفلسطينيين حقهم الكامل طبقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة". وقال ان موقف السعودية من العراق "هو موقف المؤيد والمحب لشعب العراق، والمؤيد لوحدة اراضيه ووحدة شعبه، لكننا نختلف مع النظام العراقي ويتوقف اختلافنا على قبوله لقرارات مجلس الأمن نصاً وروحاً". وبدوره اكد الوزير كوهين توافق موقفي الرياضوواشنطن في السياسة تجاه العراق، واتهم الرئيس صدام حسين بأنه المسؤول عن معاناة الشعب العراقي. وقال الأمير سلطان ان تحديث القوات المسلحة السعودية يتم باستمرار وفق الامكانات والقدرات المالية والبشرية، مؤكداً ان "المهم هو الدفاع عن المملكة العربية السعودية. ولدينا قوات مسلحة تستطيع ان تدافع عن المملكة".