كرر وزير الدفاع الاميركي نفيه عزم اميركا على خفض وجودها العسكري في الخليج، وشدد على ان هذا الوجود هدفه "ردع اي تهديد ايراني او عراقي". وتمنى تغيير النظام في العراق، قائلاً أن ذلك "سيأتي من الشعب نفسه ومن داخل" البلد. وبدأ كوهين زيارة أمس للملكة العربية السعودية في إطار جولة له في الشرق الأوسط. وكان مُقرراً ان يستقبله مساء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، فيما اجرى محادثات مع النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في حضور وزير الخارجية الامير سعود الفيصل والسفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان. وقال الامير سلطان، في مؤتمر صحافي مشترك مع كوهين، بعدما سئل هل اطلع نظيره الاميركي على التحقيقات التي اجريت مع هاني الصايغ المتهم بالتورط بتفجير الخُبر، الذي سلمته واشنطن الى السعودية اخيراً "ان اتصالات وزارة الداخلية السعودية بالمؤسسات الامنية في اميركا على مستوى جيد من التفاهم لما فيه مصلحة الموضوع ومعرفة الجاني في هذه الجريمة التي لا يقرّها دين". في غضون ذلك أكد الجنرال انطوني زيني، رئيس القيادة المركزية الأميركية في الخليج، قال ان لواءً جديداً سيُضاف الى لواء موجود أصلاً في المنطقة، ولواءين آخرين في كل من الكويتوقطر، ليصبح مجموع القوات الأميركية في المنطقة أربعة الوية. وكشف وزير الدفاع السعودي ان عائلة الصايغ زارته "وهو بنعمة وخير وكلنا خاضعون لشريعة الله". وسئل هل طلبت السعودية من الولاياتالمتحدة مساعدة في ملاحقة ثلاثة متهمين بتفجير الخُبر كشف عنهم وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز فأجاب: "نحن والولاياتالمتحدة على وفاق في متابعة كل ما يتعلق بهذا التفجير الذي اضر بسمعة المملكة وذهب بأرواح ليس لها ذنب". وعن موقف السعودية من الطلعات الجوية الغربية فوق شمال العراقوجنوبه قال الأمير سلطان: "هذه قرارات مجلس الأمن وقرارات الدول الحليفة وليس لنا فيها اي قرار، وكلنا أمل بأن يلتزم العراق قرارات المجلس والأمم المتحدة لما فيه مصلحة شعب العراق وامته". الى ذلك قال وزير الدفاع الأميركي ان محادثاته مع الأمير سلطان تناولت الأمن في الخليج وموضوع العراق والتطورات في باكستان. وسئل هل كانت الآراء متطابقة في شأن باكستان، فأجاب: "اتفقنا على ضرورة عودة النظام الديموقراطي في اسرع وقت ممكن". وهل طلب منه أي مسؤول خليجي مناقشة تكاليف القوات الأميركية في المنطقة، قال كوهين: "لم نناقش اي امور مالية، وعرضنا فقط القضايا العسكرية وزيادة التدريبات المشتركة". وكان كوهين زار قطر بعد البحرين، وصرح بأن واشنطنوالدوحة تتعاونان في اطار برنامج "مبادرة الدفاع التعاوني الشامل" الذي "يساعد دول الخليج في الحد من التهديد المتزايد لأسلحة الدمار الشامل". وشدد على أن "المبادرة تحد من أي تهديد قد يحدث نتيجة أي عدوان كيماوي او بيولوجي" على دول المنطقة. وقال زيني للصحافيين في الطائرة التي أقلته من قطر الى السعودية: "خططنا دائماً لوجود اربع الوية: اثنان في البحر واثنان على الأرض". اما الوزير كوهين فقال في الطائرة من الدوحة الى الرياض انه لم يتلق بعد توصيات من الجنرال زيني بخصوص اللواء الاضافي "لكنه سأنظر فيها فور تلقيها، ومن شبه المؤكد ان اوافق عليها". واوضح زيني ان الولاياتالمتحدة ستدفع كل النفقات للفيلقين في البحر. وقال: "إنها مسؤوليتنا في البحر. أما على الأرض فإننا نتشارك في النفقات مع الكويتوقطر". وتابع ان اللواء الجديد، عندما يُصبح مكتملاً، يمكن نشره في اي منطقة من الخليج. وأوضح ان اللواء الموجود في قطر مكتمل بدرجة 80 في المئة. ونفى كوهين، من جهته، ان يكون هدف رحلته الى الخليج والسعودية الحصول على دعم لعملية كبيرة في جنوبالعراق. وقال: "ليس هناك أساس للإشاعات في هذا الشأن. انني آت لأعيد تأكيد الصداقة القوية بيننا في أوقات السلم والخير، ولنبني على هذه الصداقة. ولكن ليست عندي خطط كبيرة في خصوص جنوبالعراق". وعن موضوع تفجير إبراج الخبر في السعودية سنة 1996، قال كوهين انه سيطلب من السعودية معلومات عن تطور التحقيق في هذا الشأن بعد ترحيل الصايغ "الذي يمكن ان يقدّم معلومات جديدة اليهم". وقال انه سيسأل السعودية ان تساعد اميركا في اعتقال اسامة بن لادن، إذ "لا نزال نعتبر ابن لادن خطراً على مصالح الولاياتالمتحدة، ونأمل بأن يبذلوا السعوديون ما عندهم من ضغط على "طالبان" وآخرين لتسليمه" الى السلطات الاميركية.