تستعد إمارة دبي لحفلة الافتتاح الرسمي يوم الأربعاء المقبل لفندق "برج العرب" الذي يعتبر أطول فندق في العالم، ويشكل الحلقة الأخيرة في مشروع منتجع الجميرا بيتش الذي تتفاوت التقديرات في شأن تكاليفه الاجمالية التي يقال انها تجاوزت 1.2 بليون دولار. ويقوم فندق "برج العرب" على جزيرة اصطناعية تبلغ مساحتها 25 ألف متر مربع وترتبط بطريق برية ببقية أجزاء المجمع السياحي الضخم، الذي يتمدد فوق مساحات طويلة من شاطئ منطقة الجميرا الراقية، التي تبعد قرابة 20 كيلومتراً عن وسط مدينة دبي. وكانت التقديرات الأولية للمشروع، الذي كشف النقاب عنه قبل أربعة أعوام خلال معرض سوق السفر العالمية في لندن، تشير الى احتمال بلوغ تكاليفه 600 مليون دولار. الا ان التكاليف ارتفعت في شكل مذهل لتصل الى نحو 1.25 بليون دولار. ومن الصعب الحصول على أرقام دقيقة في شأن كلفة المنتجع السياحي الضخم لتقويم جدواه الاقتصادية، أو حول هوية المالكين الحقيقيين له، علماً ان ولي عهد إمارة دبي وزير الدفاع في دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أيد بقوة تنفيذ هذا المنتجع الذي يدخل نمطاً من الخدمات الراقية قل مثيله في منطقة الشرق الأوسط. ويصل ارتفاع "برج العرب" الذي يعتبر المنشأة الأكثر رقياً بين منشآت منتجع الجميرا الأربع الى 321 متراً، وهو ما يجعله أعلى فندق في العالم وأحد اكثر الفنادق فخامة التي تعرفها الصناعة الفندقية الدولية. ويؤمن الفندق خدمات استقبال لا مثيل لها في منطقة الشرق الأوسط، اذ يقوم اسطول من سيارات "رولز رويس" بنقل النزلاء من والى المطار، في حين تتولى طائرات الهليكوبتر ايصال النزلاء الراغبين في الوصول من المطار أو إليه باتجاه المهبط الكبير الواقع في أعلى البرج العملاق، من دون السير في شوارع دبي. ويضم منتجع الجميرا فندق "جميرا بيتش" الذي يحوي 600 غرفة والذي فاز أخيراً بجائزة أفضل فندق من فئة الخمس نجوم في العالم بالإضافة الى الحديقة المائية "وايلد وادي" ومجموعة مشتركة من 17 شاليهاً خاصة على طرف المنتجع يشكل كل منها منتجعاً صغيراً يقدم خدمات للنزلاء من النوع الراقي. ويعتبر جدار "برج العرب" الذي يعلو فوق صفحة مياه الخليج، والذي يغير ألوانه خلال الليل 124 جهاز عرض ضوئياً، أكبر شاشة عرض وأعلاها في العالم. وتشكل الشاشة المففلشة كشراع بحري كبير والمصنوعة بتقنيات حديثة تستخدم للمرة الأولى وتعتمد على الألياف الزجاجية المغطاة بمادة التفلون العازلة، الجدار الثالث في مبنى الفندق الضخم الذي يمتد بنيانه علواً فوق قاعدة مثلث. ووصل حجم المواد الخرسانية التي استخدمت في انشاء هذا المبنى العملاق الى 360 ألف طن وهو ما يعادل عُشر استهلاك بلد مثل لبنان للمواد الخرسانية في سنة كاملة تقريباً. وقال المدير العام للفندق فيليب شارودو، الذي عقد مؤتمراً صحافياً أمس لإعلان بدء الفندق أعماله رسمياً يوم الخميس المقبل، ان الفندق سيكون علامة فارقة في الصناعة الفندقية في كامل الخليج ومنطقة الشرق الأوسط. وذكر ل"الحياة" ان الفندق الذي تراوح رسوم النزول في أجنحته الفخمة البالغة 202 جناح بين 1100 دولار و19 ألف دولار في اليوم، يقدم إضافة نوعية للخدمات السياحية الراقية التي عززت مكانة دبي كوجهة اقليمية مستقلة. ونفى صحة ما تردد من اشاعات منذ أكثر من عامين عن شراء سلطان بروناي اثنين من الأجنحة الفخمة. وقال: "قل عن لساني انه لم يشتر أحد أي جناح من أجنحة الفندق". مضيفاً انه يتوقع ان تكون باستمرار بين لائحة النزلاء شخصيات دولية بارزة في كل المجالات ومن كل أنحاء العالم.