دان مجلس النقباء المهنيين الاردنيين امس تصريحات لرئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة امام مجلس النواب على خلفية ازمة "حماس"، معتبراً انها "مثيرة للنعرة الاقليمية وتمس نسيج الوحدة الوطنية"، فيما شهدت الجلسة تبادلا للشتائم والاتهامات. وقال نقيب المحامين صالح العرموطي إن المجلس الذي يتحدث بإسم 100 الف شخص، استنكر تصريحات رئيس الحكومة امام مجلس النواب اول من امس التي لمح فيها الى ان "حماس" كانت تجمع معلومات استطلاعية عن قياديين اردنيين لإستهدافهم مستقبلا بهدف زعزعة الامن الاردني. وقال العرموطي إن اللجنة القانونية لنقابة المحامين ستعقد اجتماعاً الثلثاء المقبل بمشاركة وزراء العدل السابقين وكبار المحامين لتدارس خطوات رفع دعوى قضائية للطعن في قرار الحكومة ابعاد قياديي "حماس" الحاملين للجنسية الاردنية. واجلت الحركة الاسلامية والنقابات المهنية امس تنفيذ صلاة للاستسقاء كانت مقررة في مجمع النقابات اليوم، كما اجلت اعتصاماً ومسيرة الى مبنى رئاسة الحكومة كانت مقررة غداً السبت للإحتجاج على اجراء ابعاد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ورفاقه ابراهيم غوشة وعزت الرشق وسامي خاطر. وبدا ان قرار التأجيل جاء تفادياً لتصعيد امني محتمل في حال تدخل قوات الامن لمنع الاحتجاجات. واتهم الروابدة "حماس" والحركة الاسلامية بممارسة "الابتزاز والاستقواء" على الاردن. وقال: "اننا لا نقبل الابتزاز والاستقواء من اي طرف داخلي او خارجي تحت اي مسمى، وليس لأي تنظيم اردني ينطق باسم تنظيم غير اردني وان اتفق معه في الاهداف، ولن نقبل ان يقدم شخص ما ولاءه لتنظيم غير اردني على ولائه للاردن". وشهدت جلسة مجلس النواب تبادلا للشتائم والاتهامات الحادة التي شارك فيها الروابدة وعدد من النواب على خلفية الازمة. وبدأت المشادة بين النائب عبدالله العكايلة وزميله عبدالرزاق النسور على اثر مداخلة للعكايلة اتهم فيها الحكومة ب"القرصنة" لإبعادها قادة "حماس". واحتج النسور على المداخلة وطلب شطبها من المحاضر الرسمية، مما ادى الى تطاير الشتائم بينهما. وتدخل النواب للفصل بين النائبين اللذين توعدا كل منهما الآخر، الأمر الذي ادى الي شحن الاجواء في المجلس خصوصاً اثناء رد رئيس الوزراء. وكاد ان يشتبك النائبان محمود الخرابشة وصدقي الشباطات اللذان كانا يعلقان على مداخلة رئيس الحكومة مع النواب حمود الخلايلة ورياض الصرايرة وضيف الله الكعيبر وبخيت الحجايا، واستعملت عبارات قاسية لا تصلح للنشر. ووقعت مشادة كلامية ساخنة بين الروابدة والنائب سعد هايل السرور، رئيس مجلس النواب السابق اثناء اجتماع رئيس الوزراء مع لجنة الزراعة والمياه الذي استمر ثلاث ساعات متواصلة. وقالت مصادر برلمانية ان الروابدة بدا مستفزا ًمن اية مداخلة للنواب، وانه اتهم بعضهم بالتشكيك في مؤسسات الدولة وقدرتها على فحص شحنة قمح اميركية ملوثة. واشتعلت المشادة عندما طلب السرور عدم تسييس قضية شحنة القمح وعدم اظهار من يعارض الموافقة عليها بأنه يعارض الحكم او الدولة، وقال: "يبدو ان الحكومة سعيدة بتسييس الموضوع حتى ترد عمن يبحث عن الحقيقة العلمية بأن هدفه مناكفة الحكومة". واضاف السرور ان ما حصل بينه وبين الروابدة "يؤكد أن رئيس الحكومة لم يعد يحتمل النقاش حول اية قضية او ان يكون هنالك رأي غير رأيه". واضاف ان "هذا ما يطبقه الرئيس داخل مجلس الوزراء ، ولكن يبدو انه يريد ان يمتد ذلك ليشمل ايضا مجلس النواب، وربما يفكر بأن يشمل ال5،4 مليون مواطن اردني".