"عندما كنت طفلا، شعرت بعبثية الحرب، بفظاعتها وبفراغها، مما دفعني الى العمل بطاقة كبرى من أجل السلام والأمان في العالم. هذاالقرار هو أساس حياتي المهنية كديبلوماسي، والذي سمح لي أيضاً أن ألاحق حلم طفولتي". كويتشيرو ماتسورا، سفير اليابان الحالي في فرنسا، وُلد في طوكيو عام 1937 والتحق بالسلك الديبلوماسي لبلاده منذ أربعين سنة تقريباً. بعد دراسات في كلية الحقوق في طوكيو، انتقل الى الولاياتالمتحدة حيث حصل على شهادة في الاقتصاد من جامعة هافيرفورد، وفي سنة 1959، التحق بوزارة الخارجية اليابانية. عُيّن في أوّل وظيفة له خارج اليابان بين 1961 و1963، فعمل كديبلوماسي في غانا حيث كان مسؤولا أيضاً عن تسع دول افريقية اخرى بينان، بوركينا فاسو، شاطئ العاج، غينيا، ليبيريا، مالي،النيجر، سيراليون، وتوغو، ومنذ ذلك الوقت نمّى علاقات وثيقة مع افريقيا. عمل ماتسورا على توسيع التعاون الاقتصادي لبلاده مع القارة الافريقية، وبخاصة عندما تولّى الإدارة العامة للتعاون الاقتصادي سنة 1988، وفي 1993، خلال عمله كوزير معاون للخارجية اليابانية، ساهم في تنظيم وإنجاح "المؤتمر الدولي العالمي حول تنمية افريقيا" الذي عقد في طوكيو في تشرين الاول اكتوبر من تلك السنة. ومن جهة اخرى، نمّى ماتسورا علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة حيث خدم لبضع سنوات في السفارة في واشنطن كما احتلّ منصب مدير عام لشؤون اميركا الشمالية بين 1990 و1992 في الخارجية اليابانية، وقد وضع كتابا عن "العلاقات الاميركية اليابانية - تاريخ تحالف ناجح" صدر باليابانية سنة 1992. وعن فرنسا التي وصل اليها كسفير سنة 1994، نشر مؤلفا يعالج موضوع "تطوير العلاقات الفرنسية-اليابانية ومستقبلها" صدر بالفرنسية في 1995 وهو اليوم، إضافة الى سفارة بلاده، يعمل سفيرا من أجل التعاون الثقافي، ومستشاراً للإتحاد الوطني لجمعيات ال"يونيسكو" في اليابان، وحتى نهاية شهر تشرين الثانينوفمبر القادم، يرأس "لجنة التراث العالمي" التابعة لل"يونيسكو". يؤمن ماتسورا بأهمية أن "تتجاوز الثقافات والعروق والديانات المختلفة فروقاتها كي تتعايش في البحث عن هدف مشترك: شمولية الإنسانية"، ولكنه يقدّم، في طرح أكثر واقعية، ستّة أهداف وتحديات أساسية من أجل عمله في إطار المنظمة الدولية إذا ما انتخب مديراً عاماً لها: فمن أجل حلّ المشاكل العديدة التي ستواجهها الانسانية في القرن الواحد والعشرين، يرى الديبلوماسي الياباني انه يجب على ال"يونيسكو" ان تجنّد المعارف العلمية الموجودة بطريقة أكثر فعاليّة وأن تضمّ اليها "حكمة" العالم، كما يشدّد على أهمية فكرة "ثقافة السلام" وأن تعمل المنظمة على ترسيخ عدد من القيم كالتسامح وعدم العنف في عقول الأطفال والشباب، وأن تؤكّد من جهة اخرى دور المرأة الحيوي في المجتمع. وفي إطار الوصول الى الشمولية، يشير ماتسورا الى ضرورة متابعة ال"يونيسكو" نشاطها من أجل نشر قيم حقوق الانسان والديموقراطية لتصبح قيماً مقبولة ومطبّقة فعليا كمبادئ عالمية، ومن أجل جعل التعاون الدولي أكثر انتاجية في الميادين المعلنة وكجزء من الميراث المشترك للإنسانية، ويرى ان المنظمة يجب ان تعمل على تحريك وزرع فكرة "مواطن من العالم" في عقول الجميع. وبفضل تجربة "يونيسكو" الطويلة في التربية والعلوم الثقافية والاتصال، يعتبر ماتسورا ان من واجبها تكثيف نشاطها لدعم تنمية مستديمة، كما يجب ان تصل، برأيه، الى جزء أكبر من المجتمع، والى جمهورٍ أوسع، وذلك من خلال تقوية تعاونها مع اللجان الوطنية للدول الاعضاء، مع الجامعات ومراكز الأبحاث وكذلك مع الجمعيات غير الحكومية في كل دولة. وأما بالنسبة لوضع المنظمة الاداري، فيطرح ماتسورا فكرة أن تكثف ال"يونيسكو" مواردها، وأن تقوي تعاونها مع مؤسسات أخرى كما يطرح مشروع تحسين التعاون والتنسيق بين الأمانة العامة والمجلس التنفيذي ويؤكّد في الوقت ذاته، على أهمية جعل نشاطها أكثر شفافية كي تجدّد حيوية الثروات البشرية الموجودة. وهو يقول: "من هذا المنظور، أنوي تعريف فائدة ال"يونيسكو" وطاقتها الحيوية الى جمهور واسع. وسيتّم ذلك من خلال دعوة الدول غير الأعضاء الى الالتحاق بها والى دعم قدرتها الأكيدة في أن تكون المنظمة العالمية الوحيدة المتعهّدة في العمل في ميادين التربية، العلوم، الثقافة والاتصال".