أوقفت السلطات اللبنانية صباح امس مسؤولين في حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، صادرة في حقهما احكام قضائية غيابية بالسجن والاعدام، في تطور جديد على التوتر في العلاقات الفلسطينية اللبنانية. راجع ص 4 وجاء توقيف كل من مسؤول الميليشيا التابعة ل"فتح" في الجنوب خالد عارف، ونائب مسؤول منطقة البقاع فيها خالد الشايب، على حاجز للجيش اللبناني قريب من مدخل مخيم الرشيدية في محيط مدينة صور الجنوبية، بينما كانا يتوجهان اليه من اجل لقاء امين سر قيادة "فتح" في لبنان العميد سلطان أبو العينين الذي كان صدر في حقه حكم غيابي بالاعدام قبل اسابيع. وفيما خضع عارف والشايب لتحقيق أولي، تمهيداً لإحالتهما على المحاكم المختصة التي اصدرت في حق كل منهما الاحكام الغيابية تمهيداً لإعادة محاكمتهما وجاهاً، قال مصدر فلسطيني محايد ل"الحياة" مساء امس ان الوضع داخل المخيمات هادئ جداً حتى الآن. وكشف ان "فصائل فلسطينية تحركت لدى المسؤولين في "فتح" في مخيمي عين الحلوة صيدا والرشيدية، وطلبت منهم الهدوء وعدم اللجوء الى اي تحرك". وقال أمين سر حركة "فتح" في لبنان العميد سلطان أبو العينين ل"الحياة" تعليقاً على توقيف عارف والشايب ان "اوراق الضغط على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان تتوالى، فقد وضع القضاء اللبناني مذكرات توقيف سبق ان صدرت قبل اكثر من خمس سنوات، ولم يسبق له ان حركها من قبل، موضع التنفيذ الآن". وأضاف "نحن واثقون ببراءة اخوينا وسنترك الايام لتحكم على نزاهة القضاء اللبناني، فغداً او بعد غد سيقول كلمته في الموضوع، وبعدها سنقول رأينا في وضوح". وإذ نسب أبو العينين اسباب الاحكام الصادرة في حقهما الى "افادات احد المتهمين منذ سنوات كنا نددنا بسلوكه"، اوضح العقيد منير المقدح، المسؤول في "فتح" في عين الحلوة ل"الحياة" امس "اننا ننتظر نتائج الاتصالات السياسية بين قيادتنا والمسؤولين اللبنانيين، ونأمل بتأمين حقوقنا السياسية والانسانية وببقاء الامور تحت السيطرة". وأشار الى ان عارف والشايب كانا مكلفين اتصالات مع بعض المسؤولين اللبنانيين من سياسيين وأمنيين ونستغرب توقيفهما، ونتمنى بقاء المخيم بعيداً من اي توترات اقليمية". وأكد ان "سلاحنا في تصرف الجيشين اللبناني والسوري ولن نسمح بأي خلل امني في المخيم ومحيطه". الا ان المصدر الفلسطيني المحايد اوضح ل"الحياة" ان مسؤولي "فتح" ابلغوا اليهم انهم اتصلوا بقيادتها في غزة ووضعوها في صورة ما حصل وان القيادة اعلمتهم انها باشرت اتصالاتها من اجل معالجة القضية، من دون ان تفصح لهم عن طبيعة الجهة التي تجري الاتصالات. وأمل المصدر بأن "تتجاوب قيادة "فتح" في غزة مع دعوة عدد من الفصائل الى التهدئة تمهيداً لمعالجة القضية بعيداً من الانفعال الذي لن يخدم مصلحتنا في الحفاظ على الاستقرار".