نوه وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني باستجابة الأردن طلب امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اطلاق قادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الذين كانوا معتقلين في عمان، وأعلن ان الدوحة لن تسمح لهم بفتح مكتب فيها أو مزاولة اي نشاط سياسي. وكشف رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في قطر قصة اقتياده وثلاثة من قادة "حماس" من سجنهم في الأردن الى طائرة خاصة قطرية مؤكداً انهم كانوا يجهلون مسألة إبعادهم الى الدوحة ومعتبراً الأمر "قسرياً". وكان الوزير ادلى بتصريحات بثتها ليل الأحد "قناة الجزيرة" الفضائية، وقال رداً على سؤال هل جاء انتقال قادة "حماس" الى الدوحة والوساطة القطرية بطلب من قيادات الحركة: "كان هناك اتصال معي شخصياً قبل تسليم انفسهم للأردن، وهذا أقوله للمرة الأولى، واتفقت معهم على انهم يجب ان يسلموا انفسهم الى الاردن وينصاعوا الى أوامر الحكومة الأردنية قبل أي وساطة في هذا الموضوع، وهذا ما فعلوه، لذلك كان هناك نوع من الالتزام الأدبي علينا في قطر ان نحاول الحصول على موافقة من الأخوة في الأردن", في إشارة الى اطلاق عمان اربعة من قادة "حماس" أول من امس وابعادهم الى الدوحة. وتابع الوزير: "أمن الأردن يهمنا مثلما يهمنا أمن قطر". وهل يبقى القادة الأربعة في قطر وينشطون سياسياً من الدوحة، وهل سيتم نقل مكتبهم السياسي اليها اجاب حمد بن جاسم: "أبداً، لا مكتب ولا أي نشاط سياسي، وهذا لن نسمح به لأي جهة". وشدد على ان قادة "حماس" هم "ضيوف مكرّمون لكننا لن نسمح بممارسة أي نشاط من أي نوع من قطر". وأشار الشيخ حمد بن جاسم الى "تريث" في بداية الأزمة لحل قضية "حماس"، وذلك اثناء زيارة الملك عبدالله الثاني للدوحة و"نوقشت المسألة من زوايا ادارية، وكيفية اتمام الحل، كما نوقشت مع قيادة حماس، خصوصاً استضافة قادتها في قطر". وهل وافق الأربعة على صيغة عدم ممارستهم اي نشاط سياسي في قطر في مقابل استضافتهم أم انهم سينتقلون الى مكان آخر، اجاب الوزير: "قرارهم في يدهم وليسوا أسرى في قطر، ولكن سياستنا المعروفة مبنية على عدم التدخل في شؤون اي بلد". وعما اذا كانت الدوحة تخشى مضاعفات استضافتها قادة "حماس"، لاسيما امكان مواجهة ضغط اسرائيلي، قال الوزير "ان وقف توقيف الأردن هؤلاء القادة لم يكن بسبب عملية السلام، بل للأردن مبرراته الأخرى. اما في شأن الضغوط الاسرائيلية فنحن لا نقبل اي نوع من الضغوط، لا من اسرائيل ولا من غيرها". وأكد انه لا يوافق على الطرح الذي يربط قضية "حماس" بعملية السلام ودخول المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية مرحلة الحل النهائي. وروى رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل قصة نقله وزملائه من السجن الى طائرة قطرية اقلتهم الى الدوحة التي وصلوا اليها في وقت متقدم ليل الأحد. ورداً على سؤال ل"الحياة" قال مشعل: "زارنا اول من امس صالح العرموطي، محامي المعتقلين من الحركة ورئيس هيئة الدفاع وابلغنا ان رئيس الوزراء الأردني يعرض علينا ابعاداً طوعياً فنخرج من السجن ونبقى نحو 4 أيام من دون ان تنتزع منا الجنسية الأردنية ولكن نبقى في الخارج، ويسمح لنا كل شهرين بزيارة لأهلنا في الأردن لمدة اسبوع. وقال رئيس الوزراء اذا وافقوا تنتهي الأزمة وإلا نحن مضطرون لخيارات أخرى لم يفصح عنها". وتابع مشعل: "قلنا لصالح العرموطي لا نقبل الابعاد الطوعي ونحن لم نشارك في المفاوضات منذ البداية، والقرار الذي سيرد به على الحكومة ليس عندنا بل عند المكتب السياسي خارج هذا السجن، وابلغ العرموطي رئيس الوزراء الأردني موقفنا فقال له: مادامت المسائل لم تحل، سنلجأ الى خيار الابعاد". واضاف: "انا والمهندس ابراهيم غوشة والأخ عزت الرشق كنا في سجن الجويدة ومعنا ستة من الاخوة، والأخ سامي خاطر كان في سجن قفقفا ومعه 14 من الشباب الذين كانوا يعملون موظفين في مكاتب الحركة. اليوم اول من امس بعد صلاة المغرب جاءنا ضباط في السجن وابلغونا أن نحضر امتعتنا، وقالوا: انتم مطلوبون للخروج، فقلنا الى اين قالوا لا نعلم... بعد خروجنا من الباب الداخلي للسجن أصروا على تقييد أيدينا ووضع عصابة سوداء على عيوننا وأمرونا بالركوب في سيارة. بعد نحو 45 دقيقة توقفت، وفكت القيود لنفاجأ أننا امام سلم طائرة قطرية خاصة، وبادر مسؤول أردني بالقول: "الملك عبدالله يبلغكم انه استجاب وساطة قطرية بناء على طلبكم، وستذهبون الى قطر. قلت: نقدّر الوساطة القطرية لكننا لم نطلب إبعاداً من الأردن، ولا نقبله. أنتم اتخذتم قرار الابعاد القسري وتتحملون المسؤولية". وروى مشعل انه وزملاءه عرفوا ان المسؤول من الديوان الملكي الأردني، وبعد صعودهم الى الطائرة التقوا احمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية الذي "وضعنا في صورة الجهد القطري المشكور الذي بذل في الفترة الماضية. قلت له سبق ان اتصلنا بالاخوة القطريين وكل هذا جهد نعتز به، ونسعد بزيارة قطر ولكن ليس في سيارة ابعاد قسري ولا نقبل ان نُقتلع من الأردن في شكل تعسفي. وابلغت الوزير اننا لم نستشر في هذا الابعاد وشرحت له ما جرى وكيف اقتادونا من السجن الى الطائرة من دون ان نعلم الى اين نحن ذاهبون. وعندما سمع هذا الكلام نزل من الطائرة وعاد بعد دقائق يرافقه وزير الخارجية الاردني عبدالإله الخطيب الذي حاول ان يضع الأمر في سياق استجابة لمبادرة قطرية فقلت له اننا طلبنا وساطتهم من اجل انهاء الازمة لا لابعادنا من الأردن، وبعدها غادرت الطائرة الى الدوحة". ورداً على سؤال هل وجود القادة الاربعة في قطر مرتبط بأي شروط قال مشعل للصحافيين ان وزير الدولة احمد بن عبدالله آل محمود "رحب بنا وقال انتم في ضيافتنا وأحرار بعد ذلك في ما ستفعلون". وكشف مشعل عن اتصال هاتفي بينه وبين الوزير الشيخ حمد بن جاسم فور وصول الطائرة الى الدوحة، وانه اتصل أيضا بعائلته في الأردن. وسألته "الحياة" هل يتوقع مضاعفات للإبعاد في الأردن فأجاب: "هذا تسأل عنه الفاعليات الاردنية التي ناصرتنا خلال الأزمة" مع الحكومة الأردنية. وزاد : "ان حماس ستمضي في مسيرتها ولن يصرفها مثل هذه العقبات عن معركتها الحقيقية ضد الاحتلال الصهيوني". ورأى ان الحكومة الاردنية "لم تلجأ الى الحوار بل الى سياسة المفاجأة واغلاق المكاتب ومذكرات الجلب والطرد والاعتقال". وشدد على ان "حماس لا تخوض الا معركة واحدة هي ضد الاحتلال، أما مع امتها وشعوبها فلا تتعامل الا بلغة الحوار والتفاهم رغم ما حدث".