أنهت المملكة العربية السعودية اجراءات الحصول على أكبر قرض منفرد يحظى بدعم "إكزيمبنك" لضمان الصادرات في الولاياتالمتحدة، في إطار ترتيبات إجمالية يتجاوز حجمها 6،2 بليون دولار وترمي إلى استكمال صفقة تمويل تحديث أسطول "الخطوط السعودية" المتضمنة شراء 61 طائرة جديدة. ووقع وزير المال والاقتصاد الوطني ابراهيم العساف، الخميس الماضي في لندن، نيابة عن الحكومة السعودية، العقد الذي وصفه خبراء الطيران بأنه "أكبر قرض من نوعه حتى الآن في عالم النقل الجوي". وأعلن أمس "تشيس مانهاتن بنك"، الذي تولى تدبير الشريحة الأولى من هذا القرض البالغة 94،1 بليون دولار، النبأ وقال إن المبلغ سيُستخدم لتغطية شراء 22 طائرة "ماكدونيل دوغلاس" من طراز "أم. دي - 90" و11 طائرة "بوينغ 200 - 777" وطائرتي "بوينغ 400 - 747"، على أن يتم سداد المبلغ قبل نهاية السنة الجارية مع اكتمال تسليم هذه الدفعة من الطائرات الخمس والثلاثين. ويمتد القرض على مدى 12 سنة، وتحتسب الفائدة المستحقة بهامش مناسب يبلغ خمس نقاط أساسية 05،0 في المئة فوق سعر الفائدة بين مصارف لندن ليبور. وقال المدير الاقليمي ل "تشيس مانهاتن" هومي موللن ل"الحياة" إن القرض هو الأكبر والأطول مدى الذي قدمه مصرف "إكزيمبنك"، مشيراً إلى أن هناك اختلافاً بين القرض المجمّع الذي أبرمته المملكة السعودية عام 1997 بقيمة 3،4 بليون دولار، وبين القرض الحالي. وقال إن القرض السابق لم يكن مشروطاً كما هي الحال هذه المرة بقصر انفاق الأموال على شراء الطائرات، كما أن الشروط الحالية أفضل من شروط العقد السابق التي كانت تنص على استيفاء هامش متغير يراوح بين 7،18 و5،22 نقطة أساس فوق سعر الليبور. وكشف أن هناك طواقم فنيين وملاحين من "الخطوط السعودية" وصلوا بالفعل إلى مصانع "بوينغ" في لونغ بيتش، حيث تُنتج طائرات "أم.دي 90" ومصانعها في سياتل حيث تُنتج طائرات "200 - 777" و"400 - 747". وقال إن بعضاً من الطائرات ال 35 سلمت، وستسلم الطائرات الباقية رسمياً بعد إنهاء الخبراء السعوديين الاختبارات الفنية عليها، وعندها سيسدد ثمنها "وليس قبلاً". وتستفيد من القرض شركة تمويل تدعى "آير فاينانس كوربوريشن" المحدودة، تملكها السعودية وتتخذ من جزر القنال الانكليزي مركزاً لها، على أن تتملك الشركة الطائرات وتقوم بتأجيرها من ثمّ إلى "الخطوط السعودية". ونفى موللن أن يكون للتخصيص المقبل ل"السعودية" أي علاقة بالترتيب الحالي واعتماد الشركة الفرعية كمقترض وحيد. وجرى ترتيب مشترك لشريحة مقدارها 04،1 بليون دولار من أصل القرض الحالي البالغ 94،1 بليون دولار، على أن يتولى تأمينها "ناشونال وستمنستر بنك" و"سوسيتيه جنرال". أما الشريحة المتبقية والبالغة 903 ملايين دولار فتتولى تأمينها هيئة الاقراض المتخصصة "برايفت إكسبورت فاندينغ كوربوريشن" التي تتخذ من نيويورك مقراً لها. وقال موللن إن سعر الفائدة سيكون متحركاً حسب حركة الأسواق، ملاحظاً أن ميزة العقد الحالي هو طول مدته لأن مهل أغلب عقود "إكزيمبنك" لدعم الصادرات الرأسمالية إلى الدول العربية تراوح بين خمس وسبع سنوات. وأضاف أن السبب الذي حال دون الاتجاه الى مصارف عربية لتمويل القرض كان الربح القليل والمدة الطويلة للقرض، وهو ما لا تقدر على تحمله إلا المصارف الدولية الكبيرة. ومن المقرر أن يضاف مبلغ لاحق مقداره 5،662 مليون دولار على القرض الحالي لتغطية كلفة التمويل المتعلقة بتسليم الطائرات الثماني الأخيرة المتبقية من الصفقة خلال عامي 2000 و2001. وكان مصرف "إكزيمبنك" وافق من قبل على هذا المبلغ الذي تولى تدبيره أيضاً مصرف "تشيس مانهاتن". وذكر موللن أن ترتيبات هذا المبلغ ستتم العام المقبل.