} أعلنت قيادة الجيش الاسرائيلي ان الاستعدادات للانسحاب من جنوبلبنان بدأت، الامر الذي دفع سكان الشمال الاسرائيلي الى الاضراب مطالبين بتأمين مستلزمات مستوطناتهم، في وقت شهد الجنوب توتيراً عسكرياً. قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاول موفاز ان "الاستعدادات للانسحاب بدأت، وأن توجيهات الحكومة واضحة جداً في هذا الشأن". وقال "سيكون علينا التوصل الى استنتاجات بعد تفحص لائحة طويلة من القضايا، ثم نعطي رأينا". وأوضح ان "اعادة الانتشار تشبه اعادة الانتشار الراهن على الحدود الدولية". وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان "هذه الخطة تندرج ضمن اتفاق مع سورية في حلول السابع من تموز يوليو من العام المقبل". ونفذ سكان المستوطنات على الحدود مع لبنان اضراباً شاملاً احتجاجاً على الانسحاب، مطالبين بتأمين مستلزمات هذه المستوطنات تمهيداً لذلك. وقطعوا ليلاً التيار الكهربائي عن الانارة العامة، احتجاجاً على احتمال الانسحاب الاحادي الجانب الذي يمكن ان يقرر من دون استشارتهم. وذكر بيان لرؤساء ست بلديات ان "الاضراب جاء احتجاجاً على ترك سكان المنطقة في حال من الضباب حيال مشاريع حكومة ايهود باراك". وأضاف ان "حركة الاحتجاجات ستتواصل عبر اعلان توقف خدمات البلدية وتعليق الدروس في مدارس المنطقة، خلال 24 ساعة". وطلب رئيس منتدى المستوطنات على خط المواجهة شلومو بوهبوت من باراك "الاعتذار عن الملاحظات التي ادلى بها مسؤول كبير في حكومته اتهم فيها اضراب الشمال بأنه نوع من الابتزاز للتأثير في مداولات الموازنة". وقال انه يأسف لأن يتبنى باراك سياسة الرد الليكودية. ميدانياً، اغارت طائرات حربية اسرائيلية صباح امس على المنطقة الواقعة بين زبقين والشعيتية في منطقة صور، وألقت ستة صواريخ. وتزامنت الغارة مع قصف مدفعي طاول مجرى نهر الزهراني وجبل الرفيع ووادي الكفور ومحيط بلدات فرون ومجدل زون وبيوت السياد وكفررمان وحبوش النبطية، وعربصاليم حيث تضرر احد المنازل، وزوطر الشرقية حيث اصيبت المواطنة نجاة حرب. وأعلنت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" مهاجمة موقعي الاحتلال في الطهرة والسويداء، وتحدثت عن تدمير دبابة. وأفادت "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي" انها شنت هجمات، لمناسبة عيد الاستقلال، استهدفت مواقع عدة للاسرائيليين و"جيش لبنانالجنوبي" الموالي لهم. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان عنصراً من "الجنوبي" اصيب بجروح في رجله بعد تعرض مركزه في القطاع الشرقي للقصف. وفي المواقف، اكد النائب محمد فنيش حزب الله ان "الدولة اللبنانية ليست معنية بأن تستجيب ما تريده اسرائيل من شروط وضمانات وترتيبات امنية"، معتبراً ان "لبنان معني بأن يضمن سلامة ارضه ومواطنيه ومواجهة الاهداف الاسرائيلية التي تسعى الى اثارة مشكلات داخلية او الى فك الترابط المصيري بين لبنان وسورية". وأضاف في ندوة صحافية عقدها في النبطية، "يجب ان يعلم قادة الاحتلال اننا لسنا شرطة في خدمة امنهم، هناك مشكلة قائمة في المنطقة لا تزال كل عناصرها موجودة، فضلاً عن مشكلتي احتلال الجولان السوري واللاجئين الفلسطينيين، فلبنان لا يستطيع ان يكرر نتاج ازمته في اي من هذه القضايا وهو على ترابط مصيري مع الاشقاء في سورية ولن يقبل ان تصفى حقوق الشعب الفلسطيني على حساب امنه واستقراره ووحدته، لذلك اذا شاء العدو الانسحاب فلينسحب وسنكون سعداء جداً بانسحابه، اما ما يتعلق بنا كدولة وشعب وما ينبغي ان نفعله وأن نفكر به، فهذا امر سنتخذه بما تمليه المصلحة الوطنية ووحدتنا وارتباطنا الوثيق مع سورية". واعتبر مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ان "العدو لن يكافأ بترتيبات امنية ولا باتفاقات، وان لبنان دولة وشعباً ومقاومة لن يخضع للابتزازات والمساومة والالتزامات الامنية والاتفاقات المذلة".