سياتل الولاياتالمتحدة - أ ف ب - تخيّم على مدينة سياتل الاميركية شمال غرب اجواء الترقب مع توقع وصول عشرات الآلاف من النقابيين والمدافعين عن البيئة وحقوق المستهلكين للتظاهر ضد العولمة لمناسبة اجتماع 135 دولة اعضاء في منظمة التجارة الدولية بين 30 تشرين الثاني نوفمبر الجاري و4 كانون الاول ديسمبر المقبل. وفي الوقت الذي تتعزز الاشاعات حول قيام تظاهرات ضخمة وحدوث اعمال عنف في المدينة، قالت الناطقة باسم بلدية سياتل، فيفيان فيليبس: "اننا لا نعرف فعلاً ما الذي سيحدث. ولكننا على استعداد لكل الاحتمالات". ويتوقع ان يشارك ما لا يقل عن 15 الف شخص في تظاهرة دعا اليها اتحاد العمال الاميركيين، وهو اكبر واقدم نقابة اميركية من نوعها، في اليوم الاول للمؤتمر. ومنذ اشهر عدة بدأ ممثلو البلدية اجتماعات مع ممثلي مختلف المجموعات المعارضة، الا انهم، لا يزالون يجهلون ما ينتظرهم، وان كان عدد قليل من هذه المجموعات طلب الاذن بالتظاهر. وحذّر رئيس بلدية سياتل بول شل من انه سيواجه اعمال الشغب كما ينبغي. وتنسق السلطات البلدية مع وكالات الامن الفيديرالي الاميركية والاجنبية، كما ان الشرطة البلدية ألغت اجازات عناصرها خلال الاجتماعات. واعلن بعض التجار واصحاب بعض المباني المكتبية في وسط المدينة عزمهم الاقفال لبضعة ايام. ولاحظ المؤرخ وولتر كراولي ان سياتل "لم تكن المكان الافضل لتنظيم مهرجان يهدف الى تشجيع الرأسمالية العالمية، نظراً لماضيها المليء بالمواجهات الايديولوجية والاجتماعية". وكانت المدينة شهدت عام 1919 اول اضراب عام في تاريخ الولاياتالمتحدة. واوضح كراولي ان "سياتل هي مكان اجتماعات ومؤتمرات دائمة لمجموعات حماية البيئة والمناهضين للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، من اليسار واليمين". وتنتقد منظمات حماية البيئة منظمة التجارة الدولية لأنها تعتبر انها تملك سلطة غير ديموقراطية تفوق سلطة الدولة، وتتيح باسم حرية التجارة امكان انتهاك قوانين حماية البيئة في الولاياتالمتحدة وفي الدول الصناعية الاخرى. وتخشى النقابات الاميركية ان يؤدي تحرير التجارة من دون ضمان الحقوق الاجتماعية في الدول النامية، الى منافسة "غير شريفة" مع اليد العاملة الاجنبية المتدنية الكلفة.وستشهد سياتل بحضور 6 آلاف وفد من 135 دولة اكبر اجتماع عن التجارة الدولية عقد حتى الآن. وسيكون هناك ايضاً نحو 10 آلاف شخص يمثلون الصحافة ومختلف المجموعات المهنية التي سيناقش المؤتمر مسائل متعلقة بها.