وزارة الدفاع تنظم الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين نوفمبر الجاري    الجوف تسجل أقل نسبة بطالة بين الذكور بالمملكة ب 2.3%    الشرقية تستضيف منتدى المرأة الاقتصادي    تجارب مثيرة    تجسد نهج المملكة المستقبلي في مجال السياحة.. إطلاق النسخة التجريبية من «المرشدة الذكية»    أمانة منطقة الرياض راعي لمعرض "سيتي سكيب العالمي"    رئيس «سدايا» يتوج 3 فرق فائزة في منافسات «تحدّي علّام»    النجمي يحصل على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية    دعوة عربية لوقف محاولات الاحتلال تصفية "الأونروا"    انطلاق التمرين السعودي المصري«السهم الثاقب 2024»    ياباني يحتفل بذكرى زواجه الافتراضي    في الجولة الخامسة من تصفيات مونديال 2026.. الأخضر يصل ملبورن لمواجهة أستراليا    مدير الفعاليات والشراكات في الاتحاد الدولي لكرة السلة..إغناسيو سوريانو: السعودية عززت انتشار كرة السلة 3×3 إقليمياً وعالمياً    التعاون يقتنص فوزاً ثميناً من الأخدود    الأمن العام يكشف عن شبكة إجرامية لنقل وإيواء (36) مخالفًا لنظام أمن الحدود    المرامحي يحتفي بليلة العمر    تكريم «الموظف الكفو» في فرع «الموارد والتنمية الاجتماعية» بحائل    نور ولي والبلوشي يحتفلان بعقد قران مها ورامي    ضبط أكثر من 20 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    يجوب مختلف مناطق المملكة.. إطلاق «باص الحِرفي» للتعريف بالفنون التقليدية    حديث في الفن    مراسل الأخبار    فطر اليرقات يعالج السرطان    دخل التأريخ انتخابياً.. فهل يدخله كرجل سلام؟    التأمين.. شبكة أمان وراحة بال !    فهم ما يجري بالمنطقة من اضطرابات.. !    فوز ترمب.. هل للعنصرية مكان في الانتخابات الرئاسية ؟    أنشيلوتي: حققنا فوزا رائعا على أوساسونا والحديث عن الانتقالات سابق لأوانه    دوري روشن: الخليج يعمق جراح الفتح بهدفين لهدف    دوري روشن: ضمك يكسب مضيفه الوحدة بثلاثية لهدفين    استحالة الممكن وإمكانية المستحيل    «منطاد العلا»    الوفد السعودي للهوكي يشارك في الجمعية العمومية للاتحادين الآسيوي والدولي للهوكي بسلطنة عمان    لماذا فرغوا الأهلي ؟    حكومة اليمن تدين تستنكر العمل الإرهابي الغادر والجبان بمدينة سيئون في حضرموت    "البحر الأحمر السينمائي 2024" يكشف أفلام "روائع عربية"    وكيل إمارة الرياض يحضر حفل السفارة الجزائرية    المجمعة وحرمة تختتمان صالون أدب    إطلاق الجائزة الوطنية للعمل التطوعي    خطيب المسجد الحرام: أوفوا العهود والتزموا بالأوامر والنواهي    إمام المسجد النبوي: من صلح جنانه صلح لسانه    الطائرة الإغاثية السعودية 21 تصل إلى لبنان    توصيات طبية بتحسين تشخيص مرضى الصداع والشقيقة    تدشين حملة لقاح الحصبة الألمانية والنكاف في مكة وجازان    أمين الرياض يلتقي مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية    محمد بن عبدالعزيز يدشّن فعاليات مهرجان شتاء جازان 2025    ضفادع تشيرنوبل تتكيف مع الإشعاع    وفاة والدة الفنان أحمد مكي    القبض على مواطنين في الباحة لترويجهما "الحشيش" و "الإمفيتامين"    4.5 مليون درهم لرفد مكتبات إمارة الشارقة من حاكمها    مبادرة تطوعية لتبديل المصاحف المهترئة من مساجد وجوامع محافظة ضمد تطلقها إسلامية جازان    الشؤون الإسلامية تنفذ ١٣٣٥ جولة رقابية على جوامع ومساجد ومصليات ودور التحفيظ وجمعيات التحفيظ بمدينة جيزان    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على حائل و الحدود الشمالية    برعاية نائب أمير منطقة مكة المكرمة.. انطلاق مؤتمر طب العيون 2024    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صنعه "أسد الله" من الجوهر قبل 300 سنة . السيف الدمشقي يصمد تحفة شرقية في واجهات البيوت بعد تراجع ... الفروسية
نشر في الحياة يوم 02 - 11 - 1999

تفاتها التقليدية التي تخلد اسمها عبر التاريخ وتشهد على عراقة ماضيها واصالته. وما صناعة الاقمشة والسجاد اليدوي والفخار وفنون الزخرفة والنحاسيات والسيوف إلا شواهد على إبداع الدمشقيين وبراعتهم.
ولا يزال السيف الدمشقي مثالاً باقياً منذ مئات السنين يحكي التاريخ بلغة القوة والجمال. يعتز به الدمشقيون الى حد أنهم رفعوا نصباً له في ساحة الامويين في وسط العاصمة دمشق كرمز لقوة المدينة ومناعتها.
ويتميز السيف الممهور بختم "أسد الله الدمشقي" المنّزل بالفضة والذهب والاحجار الكريمة بجمال رونقه وروعة نقوشه وجدائله المتموجة المسبوكة من الفولاذ والحديد والنيكل والفضة، والتي تدل على "الجوهر الدمشقي" بقوته وصلابة نصله الذي لا مكان للصدأ فيه مهما طالت عليه الايام. غير ان حرص اصحاب المهنة على سر صناعة هذا السيف يتوارثونها عن الآباء والأجداد منذ أكثر من 300 سنة رافضين إفشاء سرها للغير، كان وراء اضمحلال هذه الصناعة وندرتها.
وهذه الايام يتم صنع سيوف جديدة في ورشات قليلة في دمشق، غير انها لا تتمتع بمتانة القديم وصلابته، ذلك ان القائمين عليها حالياً لا يعرفون كيفية أو طريقة صنعها السابقة. سر صناعتها مات مع أصحابها الذين كانوا يحرصون على الاحتفاظ به لأنفسهم او لتلميذ واحد ليستمر في الصناعة من بعدهم.
يقول أحد اصحاب الورش الحالية: "كان آخر صانع للنصل الدمشقية اسمه "أسد الله" وكانت النصل التي يصنعها مزيجاً من الحديد والفولاذ وتدعى "الجوهر الدمشقي". وحاول بعض العلماء الالمان تحليل هذه الخلطة المعدنية فلم يستطيعوا". وأضاف: "كان أسد الله أمهر صانع سيوف، وهو أحد الذين سباهم الغزاة من دمشق. وكان لأسد الله تلميذ توفي منذ 270 سنة، ولذلك نجد على السيوف القديمة أختاماً باسم المعلم وتلميذه".
أما السيوف التي وجدت بعد ذلك في مطلع القرن السابع عشر في عهد عباس شاه، فان هذا "المعلم" يعتقد انها من صنع أحفاد أسد الله الدمشقي أو من تلاميذه الذين استعملوا هذا الرمز في ما بعد للافادة من هذه العلامة ترويجاً لبيع المنتجات ليس الا.
والسيف الدمشقي القديم عبارة عن نصل منحن ربع حنية الدائرة وله قبضة عربية واحيانا نجد له سكتين او أكثر في منتصف النصل وختماً باسم الصانع. وهناك سيوف مصنوعة من الجوهر الدمشقي في ايران والهند ودمشق. ولا يتجاوز عددها حالياً مئتي سيف موزعة في أنحاء العالم. ويقول أحد أصحاب محلات بيع السيوف والتحف الشرقية في سوق الحميدية: "السيوف الدمشقية القديمة أصبحت اليوم نادرة تجدها حاليا في المتاحف العالمية وفي بيوتات بعض العائلات العربية عموماً والدمشقية خصوصاً، وهي تعامل كتحفة تراثية وليس كسلعة موجودة في الاسواق. ومقتنو هذا السيف هم من اصحاب الذوق الرفيع والمقدرين للفن والتراث الدمشقي الأصيل والقادرين على دفع ثمنه الذي يصل احيانا الى أكثر من 40 الف دولار اميركي".
وبرع الدمشقيون قديماً بصناعة السيوف من فولاذ الجوهر وتنزيل الفضة والذهب والاحجار الكريمة حيث كانت تخرج من أيدي الصياقلة شديدة الصلابة ومرنة وذات جوهر بديع وعلى سطحها أمواج مجدولة اكتسبت خاصيتها من صقل الفولاذ الدمشقي، واعطته الصلابة التي نستطيع رؤيتها على سطح السيف وهي التي تميزه عن غيره من السيوف. ويقول أحد الصناع: "يتميز السيف الدمشقي بصلابته حيث تستطيع بواسطته قطع أي سيف آخر". وتعود اسباب تلك القوة الى الطرق والسقاية بواسطة النار واشياء اخرى كشدة تحمله لتغيير درجات الحرارة الكبيرة من دون ان يتأثر شكله أو خاصيته.
وتتجمع ورش صنع السيوف حالياً في التكية السليمانية بعيداً عن سوقها الاصلية في دمشق القديمة بالقرب من الجامع الأموي، اي في "سوق السلاح" الذي لم يبق منه اليوم الا اسمه وتحولت دكاكينه الى بيع سلع متنوعة.
ويقول احد الحرفيين: "امام تطور صناعة الاسلحة النارية انقرضت صناعة السيوف الدمشقية القديمة التي تحولت من حاجة ملحة الى تحفة شرقية".
ويوضح السيد حسن، وهو يعمل في ورشة لصناعة السيوف منذ 22 سنة: "نصنع السيوف الجديدة تقليداً للقديمة غير انها لا تتمتع بمتانة القديم وصلابته"، ويضيف: "اصبحت السيوف تصنع من الفولاذ عن طريق تحمية الحديد حتى يصل الى درجة الاحمرار وتتم بولدته فولذته بغليه بالزيت او الماء مرات عدة الى ان يصبح جاهزاً ثم يسلم الى صانع الغمد الذي يستخدم الخشب بالجلد الطبيعي".
ويشير الى وجود خمس مراحل "تبدأ بصناعة النصل التي تتم حالياً بواسطة المكبس الذي يكبس الحديد ثم يخلع ويكسم ويبولد ثم ينكل بطريقة كهربائية لمنع الصدأ. اما المقبض فتتم صناعته عن طريق سكب المعادن تليه، الزخرفة بطريقة "الكسر شفت" وهي عبارة عن سحب شريط نحاسي وجدله وتطعيمه بواسطة شفت او ملقط. اما الغمد فيفصل من قالب خشبي وتلف عليه صفيحة نحاسية ويلحم بلحام فضة ثم يزخرف وأخيراً يطلى بماء الذهب ويطبق من جديد ليصبح سيفاً كاملاً حتى يظهر بشكله المبدع".
وعن تطور صناعة السيف الدمشقي يقول الحرفي مصطفى انها "متوارثة عن الآباء والأجداد منذ 300 سنة. تطورت اليوم من نواح عدة حيث كانت سابقاً تأخذ وقتاً طويلاً لعدم وجود المواد الاولية اللازمة لصناعته، وتطورت حالياً بأقل زمن واقل كلفة. وايضاً تطورت رسوماته من شكل بسيط الى اشكال هندسية ذات ذوق رفيع". ويتراوح سعر السيف الجديد بين مئة والف دولار اميركي، ويتحدد السعر حسب كمية الفضة والذهب الداخلة فيه، اضافة الى كمية الزخرفة والنقوش ومدى حسن تقليده للسيوف القديمة. اما الزبائن فأكثرهم "من السياح العرب وخصوصاً من دول الخليج".
ويشير العاملون في هذا المجال الى مجموعة من الصعوبات التي تواجه استمرارهم في هذه المهنة التي بدأ أصحابها يتخلون عنها، اذ يقول أحد أصحاب الورش: "ان دمشق لا تزال تشتهر بصناعة السيوف لخبرة حرفييها ولصناعتها المتقنة وسعرها الرخيص غير ان عدم تشجيع هذه الصناعة قلل من تصريفها".
ويشدد آخر على ضرورة "الاهتمام أكثر بهذه المهنة فهي تشغل عدداً كبيراً من الحرفيين مثل النجار والسكاب وصانع الحديد والمزخرف والنكال"، فيما يطالب الحرفيون الدولة "بالمحافظة على هذه المهنة كتراث دمشقي خالد وترويجها وطنياً وعربياً وعالمياً وتقديم التسهيلات للمشاركة بالمعارض وعدم السماح بصنعها الا من قبل الصانعين الاكفياء لأن الموضوع يخص سمعة سورية ودمشق وليس الصانع فقط".
تخر دمشق بصنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.